التاريخ : 2018-03-07

الرأي نيوز

أسامة بليبلة

ما الذي يجري في التلفزيون الأردني؟، وهل يحتاج التلفزيون الذي يعاني من حمولة زائدة ومن ترهل اداري الى المزيد من المصائب والأوجاع؟ فهناك العديد من أسئلة التي تحتاج الى إجابات حقيقية وليست إجابات وهمية كتلك التي اعتدنا على سماعها من المسؤولين عن هذه المؤسسة. 

في الأيام الماضية وجدنا غياب كبير لمجموعة من ابرز مذيعين ومذيعات البرامج في التلفزيون، ولم نجد جواب شاف حول ما يجري في المؤسسة لذا فقد استقصينا عن أحوال التلفزيون وما يجري لنجد أن هناك العديد من الكوارث التي تجري في أروقته دون حسيب أو رقيب، بل ان البعض عجز عن إيجاد الحلول التي ترتقي بالمؤسسة لنجد ان رئيس مجلس الإدارة جورج حواتمه قد تقدم باستقالته مرتين الى رئيس الوزراء وتم رفض الاستقالة، وهناك تسريبات بأن هناك خلاف حاد بين رئيس مجلس الإدارة والمدير العام فراس نصير، وتشير هذه الاخبار بان حواتمه رفض تجديد عقد نصير ويريد ان يقوم بتغير سياسة التلفزيون، هذه الاخبار تشير الى ان عقد نصير الذي انتهي في شهر شباط تم تمديده حتى نهاية شهر اذار، وهذا يؤكد قصة الخلاف التي قد يؤثر على مسيرة المؤسسة المتدهورة أصلا.

مصادرنا تؤكد بان مذيعين قدامى أصحاب خبرات تم تجميدهم وتم التعاقد مع مذيعين جدد مقابل رواتب مرتفعة تفوق رواتب أصحاب الخبرات بكثير، كما تم سحب البرامج من المقدمين والمقدمات أصحاب التاريخ ومنحها الى شباب وشابات لا يجيد البعض منهم الوقوف أمام الكاميرات، لذا فان أصحاب الخبرات يتواجدون في كافتيريا التلفزيون لعدم وجود عمل لهم.

البعض علق على الموضوع بان أصحاب القرار في المؤسسة لا يريدون ان يتناقشوا مع أصحاب الخبرات لأنهن يعرفون الصواب من الخطأ، لذا فقد بادروا الى تعيين من هم أقل منهم دراية وخبرة حتى يظلوا مسيطرين على العمل لأنهم بهذه الحالة سيصبحون هم أصحاب الخبرة الوحيدين وهذا سيؤدي في النهاية الى تراجع التلفزيون الأردني، وتسمى هذه السياسية بسياسة ' اميركا -الاتحاد السوفيتي' البعض يقول بان جزء من مشاكل المدير العام مع مقدمي البرامج تدخله المباشر في ملابسهم وشكلها، وهو ما رفضته عدد من مقدمات البرامج، مع العلم ان قنوات عملاقة بحجم الجزيرة لا تفرض لباس محدد على أي مقدمة برامج، كما قام بوقف عدد من العاملين بسبب وجود قضايا عليهم في المحاكم.

وعلمت 'رم ' من مصادر موثوقة بان نصير يرفض مقابلة أي من الموظفين للاستماع الى قضاياهم، كما تم اتخذ مجموعة من القرارات الغريبة فتم تغير عمل أحد العاملين في قسم المكياج الى القسم الفني وانسحب الامر على عدد اخر من الموظفين بحيث تم نقلهم الى مراكز جديدة لا تمت لتخصصهم باي صلة، وحاول أحدهم مقابلة نصير أكثر من '10' مرات ولم يفلح بذلك، فيما تم اقالة بعض العاملين على نظام التقاعد المبكر. 

لقد توقعنا ان تشكل الانطلاقة الجديدة للتلفزيون الأردني نقطة تحول في تاريخه، لكنت ما يجري حاليا يشير الى ان التلفزيون وبالذات بعد الانطلاقة الجديدة التي توقع البعض ان يتم بنائها على أسس سليمة للارتقاء بالعمل الإعلامي، وهذا الأساس في ظل التنافس الإعلامي الشرس إضافة الى حاجة الوطن لمن يدافع عنه ويعطيه الصورة الناصعة عربيا وعالميا.

ما يجري في التلفزيون من قضايا وهموم واستفسارات نضعها على طاولة المسؤولين عن الاعلام الأردني وعن التلفزيون الأردني، فهل التدخل في الملابس أساس لنجاح البرامج ام أن القدرة الإعلامية هي التي تحدد؟!