التاريخ : 2017-10-25
عمان الجديدة ايجابيات وسلبيات ومن المستفيد؟؟
الراي نيوز
اسامة بليبلة
عدسة عمرو الدجاني
اثارت تصريحات رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي حول انشاء 'عمان الجديدة '، ردود فعل متباينة ما بين اشخاص تقبلوا الفكرة واخرين رافضين لها، وتمترس كل من هؤلاء الأشخاص خلف رايه وفكره متسلحا بالعديد من الاعذار ووجهات النظر، بالاضافة الى امتلاك كل منهم بينات تثبت صحة رؤيته .
و من المتوقع انشاء 'عمان الجديدة' جنوب العاصمة بعشرين كيلو مترا قريبا من مطار الملكة علياء الدولي، حيث تتميز المنطقة بوجود الاراضي 'الصحراوية' الشاسعة، مما يمنح المدنية الجديدة مرونة الاتساع صوب الشرق والجنوب، كما انها تقع قريبا من خط المياه الواصل من الديسي الى عمان وقريبا من مستودعات المياه الجوفية في القسطل.
و المتوقع ان تقوم الحكومة بطرح المشروع كعطاء للمسثمرين الذين سيتنافسون عليه ، بحيث يقوم المستثمر باستغلال عائدات المشروع لسنوات يتم الاتفاق عليها ثم يصبح المشروع كاملا للحكومة، مما يعني ان الحكومة لن تنفق اي مبالغ مالية وستحصل في نهاية الامر على مشروع متكامل.
وسيخدم المشروع ابناء المنطقة والاردن حيث سيتم تشغيل الالاف من الايدي العاملة سواء في عملية الانشاء أو بعد الانتهاء من المشروع بفضل المولات والمؤسسات التجارية والخدماتية والمدارس والجامعات المتوقع انشائها، كما ستسهم في اعمار المنطقة الجنوبية للعاصمة وازدهارها لا سيما انها تقع بين مثلث المطار والمدينة الصناعية وعمان الام.
على الجهة الاخرى يتمترس البعض وراء ارائهم ومنها ان عمان مدينة حديثة ولا تحتاج للنقل او التوسع، لذا فان زيادة الاهتمام بالتطوير الاداري اهم من التوسع في حال وجود خبراء في تخطيط المدن، وطالب البعض منهم ان يتم انشاء نواة للمدن في عدد من المناطق، بل اعتبرو ان هناك أراض غير مأهولة في العاصمة والاصل البناء عليها بدلا من الانتقال للخارج، ويظهر من هذا الكلام ان الكثير من الاشخاص يرون ان 'عمان الجديدة' ستشكل خطرا على مشاريعهم التي أنشأها في السابق، كما اشار البعض الى ان عمان بصورتها الحالية تحتاج الى بعض الصيانة وهذه الصيانة غير مكلفة، وان حلول المشاكل الثلاث الرئيسة والمتمصلة بصعوب اصطفاف السيارات والمساحات الخضراء ووجود أراض لذا فان التوقيت غير مناسب لمدينة جديدة.
وحاول هؤلاء ايجاد اجابات على الاسئلة التي تطرح حول هذا الموضوع ومنها هل المكان والتوقيت مناسبين؟ وهل التكلفة مرتفعة؟ وهل العائد مجزي؟ وهل ستعود هذه المشاريع بالفائدة على الاردن؟، وهل سيقام مؤتمر لطرح العطاءات ام ان المستفيد اصبح جاهزا للبدء بالعمل؟ و من الجهات المستفيدة من هذا العمل؟ واين تقع الاراضي المستهدفة تحديدا والى من تعود ملكيتها؟ هذه هي الاسئلة التي تحتاج الى ايجابات لمعرفة مدى الفائدة المتوقعة لانشاء المدينة، وقبل هذه الاسئلة جميعها يجب ان نحصل على اجابة لهذا السؤال هل سيطبق دولة الرئيس هاني الملقي ما تحدث عنه الدكتور جواد العناني، في مقال نشر له في العام 2012 وهو عاصمة جديدة غير عمان.
وبرأينا ان المشروع يعتبر نقلة نوعية في مجال تخطيط وانشاء المدن وان اختيار المكان يعتبر نموذجي كونه يقع قريبا من شارع العقبة عمان وهو الشارع الاهم في الاردن ومن الصعب حدوث أزمات مرورية في تلك المنطقة, كما هناك تتوفر المياة ومجالات التصريف الصحي , ام العاصمة عمان فان الارض فيها مرتفعة السعر وبشكل جنوني كون هذه الارض محدوده جدا لذا كان من الافضل التوسع صوب الاراضي الصحراوية ذات السعر الاقل لتوفير المجال امام المواطنين لشراء هذه الارضي, اما حول قضية قلة تكلفة صيانة عمان القديمة فهذا أمر غير منطقي كون الشوارع والبنية السكنية صعبة في الجبال التي تشكل العاصمة لذا فان الطبيعي ان تكون الصيانة مرتفعة التكاليف وهو ما يرشح بناء عاصمة جديدة على طريقة القاهرة الجديدة التي فتحت باب العمل لعشرات الالاف من المصريين وطورت المشهد العام للمدينة وساهمت في تخفيف حدة أزمة المواصلات, أما في عاصمة تركمانستان عشق اباد فان المظر بدا حضاريا أفضل بفضل حجم الانفاق العالي والرفاهية الخرافية في الانشاء التوسعي للمدينة.
لذا فاننا وبعد ان وضعنا النقاط الايجابية والسلبية لانشاء المدينة ننتظر ردود الفعل حتى تصل رسالة الجميع بالايجاب او الرفض لاصحاب القرار حول عمان الجديدة.