التاريخ : 2017-07-15

الراي نيوز

اخبار ع النار - أكد السفير التركي في عمان مراد كاراغوز، التزام تركيا الكامل بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان والمعاهدات الدولية بهذا الشأن، مبينا ان ما تم اتخاذه من اجراءات عقب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي في تركيا يتماشى مع التشريعات التركية والتزاماتها الدولية.

وعبر كاراغوز في مؤتمر صحفي عقده الخميس بمناسبة مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة، عن تقديره وامتنانه لموقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا في تضامنهم مع حكومة وشعب تركيا اثناء محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها بلاده العام الماضي، مؤكداً ان تركيا وشعبها لن ينسوا هذا الموقف الاردني حيث ان الاردن تحرك بسرعة للتضامن مع تركيا بعكس العديد من الدول الاخرى.

ووصف كاراغوز محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا بـ"حملة إرهابية" هدفت الى تدمير الديمقراطية الدستورية وإزالة الشرعية عن الرئيس المنتخب والحكومة في تركيا".

واضاف، ان "من قام بالانقلاب ليس الجيش التركي بل مجموعة صغيرة تنتمي الى مؤسسة فتح الله غولن الارهابية"، مشيدا بدور الشعب التركي ومؤسسات الدولة في التصدي لهذه المحاولة الارهابية الفاشلة التي تعد الاكثر دموية في تاريخ تركيا الحديث، ونتج عنها مقتل 250 من رجال الامن والمدنيين، واصابة اكثر من 2000 مواطن، إلا أن هذه الحادثة كانت اختبارا للدولة التركية التي نجحت باجتيازه.

وأوضح كاراغوز ان الحكومة التركية سارعت الى توضيح من قام بمحاولة الانقلاب للمجتمع الدولي، "والكشف عن الهدف الحقيقي لهذه المحاولة من قبل هذه المؤسسة الارهابية التي تشكل تهديدا للديمقراطية والامن والاستقرار في تركيا"، مضيفا ان الحكومة قررت اعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور بناء على توصية مجلس الامن الوطني واستنادا الى الدستور وموافقة وتصديق البرلمان ليدخل القرار حيز التنفيذ على ان تمدد كل 3 اشهر، "بهدف التعامل مع الوضع ومواجهة مؤسسة فتح الله غولن الإرهابية وإحضار المجرمين إلى العدالة وتفكيك شبكة الإرهاب".

وبين السفير التركي انه وعقب محاولة الانقلاب اتخذت الحكومة التركية عدة تدابير، منها "اعلان منظمة فتح الله غولن منظمة ارهابية من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي، واستصال عناصره من اجهزة الدولة الذين تغلغلوا فيها، كالجيش والامن ووزارة الخارجية، والقضاء والمؤسسات التعليمية، بموازاة مطالبة الولايات المتحدة بتسليم زعيم تلك المنظمة"، مؤكدا أن الدولة التركية بدأت مرحلة التعافي من عواقب محاولة الانقلاب الفاشلة، و أن مؤسسات الدولة عادت للاستقرار.

وأشار الى ان عدد المعتقلين المتورطين بمحاولة الانقلاب وصل إلى 100 ألف، وهو امر لا يعني أن جميعهم سيتعرضون للعقاب، لكنهم جميعهم سيتعرضون للمساءلة القانونية، ومن يثبت تورطه في محاولة الانقلاب سيحاسب.

وبين ان هناك تحقيقات بخصوص هذه القضية حيث ان هناك 78 قضية امام المحاكم في 23 مدينة تركية ضد المتطورطين بالانقلاب وينتمون الى منظمة فتح الله غولن، مشيرا الى ان أتباع غولن يتوزعون في مختلف الدوائر الحكومية والعسكرية والامنية في تركيا، ويتواصلون فيما بينهم بنظام اتصال سري. 

ولفت كاراغوز الى ان هناك مؤسسات تتبع لمنظمة غولن في اكثر من 150 دولة بالعالم منها مدارس وجمعيات وجهات اعلامية، موضحا ان الدولة التركية تسعى لإعادة فرض هيبتها بعد محاولة الانقلاب، ويجب على الدولة التصدي لهذه المحاولة باعتقال كل من يحتمل تورطه، وعرضهم على القضاء الذي سيكون له الكلمة الفصل.

واشار كاراغوز الى ان تركيا طلبت من الولايات المتحدة الامريكية تسليم فتح الله غولن الى تركيا في اطار اتفاقيات تبادل المحكومين، مبينا ان تركيا قدمت كل الأدلة التي تثبت ادانته مثلما تم تقديم طلبات لعدة دول لتسليم أتباع هذه المنظمة.

وأشار الى ان تركيا والاردن يمران بنفس التحديات المتعلقة بمكافحة الارهاب والازمة السورية والوضع في العراق والطرق التجارية التي تم اغلاقها بسبب تطورات الاوضاع، لذلك علينا زيادة التنسيق والتعاون بين البلدين، مشيرا الى ان زيارة رئيس الوزراء هاني الملقي الى تركيا اخيرا تطرقت لهذه الملفات علاوة على التنسيق المتواصل بين جلالة الملك والرئيس التركي، وهناك تعاون وتنسيق بين مختلف الجهات الاردنية والتركية ذات العلاقة لمكافحة الارهاب.

وأكد كاراغوز استمرار التواصل مع الجانب الاردني وهناك تنسيق وتعاون في مختلف المجالات، وتربطنا علاقات متميزة، وقد عبر الاردن رسميا عن قلقه من محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا، مشيرا الى تقدير بلاده لمواقف الاردن وتضامنها مع تركيا والشعب التركي، مشيدا بجهود الاردن الذي يشارك بصفة مراقب في محادثات استانا الرامية الى ايجاد حل سياسي للأزمة السورية وجهودها لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

واكد اهمية الدور الاردني فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا المنطقة خاصة في مجال مكافحة الارهاب، والتحديات المتعلقة بالأزمة السورية وايجاد حل دائم لهذه الأزمة، لافتا الى ان بلاده والاردن يدعوان الى ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، وهناك حدود مشتركة للبلدين مع سورية ويوجد حوار بناء بين الطرفين حيال مختلف قضايا المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أشار كاراغوز الى ان اللجنة الاردنية التركية العليا ستعقد اجتماعا قريبا سيتم التركيز خلاله زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين وامكانية اعادة تسيير رحلات جوية من العقبة الى تركيا لزيادة التعاون السياحي، مشيرا في هذا الإطار الى دعم تركيا لإدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو).

وتخلل المؤتمر الصحفي بعض المقاطع المصورة من أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة، لـ"بيان حجم المأساة التي عاشتها تركيا"، بحسب تعبير السفير كاراغوز.