التاريخ : 2017-07-13
القنصلية الفخرية الاردنية في ديترويت " طفح الكيل "
الراي نيوز
الى من يهمه الامر في حكومة المملكة الاردنية الهاشمية...
تحية أردنية صادقة وبعد.
بداية لا بد ان اعترف انني ترددت كثيرا في كتابة هده الرسالة لانني اعلم جيدا حجم ومستوى التحديات الكبيرة الإقليمية والمحلية التي تواجه الدولة الاردنية
واعرف ان هذه التحديات لها اولوية التعامل، غير اننا اعتدنا وعاصرنا هذه الصعوبات التي هي قدرنا كاردنيين والتي رافقت نشوء الدولة الاردنية ، أصبحت جزءاً أساسيا من مسيرة حياتنا منذ نعومة أظافرنا وحتى يومنا هذا .، ونحن على ثقة بان القيادة الاردنية قادرة على تجاوز ها مهما عظمة وكبر حجمها.
ولأنني اعلم أيضا بان هموم وقضايا الجاليات الاردنية في الولايات المتحدة وبما انها جزء هام وأساسي من قضايا الوطن وما لها من مكانة خاصة لدى سيد البلاد فإنني أضع أمامكم احدى هذه القضايا الهامة و الملحة بالنسبة لنا كمغتربين اردنيين في هذا المجتمع الاميركي الذي يمنحنا فرص الإبداع في محاولاتنا بناء وتمتين جسور التواصل مع الاوطان الام ' والقضية هنا تتعلق في وضع القنصلية الفخرية الاردنية في ولاية مشيغين ،هذا الوضع البائس المترهل والغائب عن اي حراك إيجابي منذ عقود طويلة ،لا بل وللاسف الشديد ساهمت وتساهم هذه القنصلية بسبب غياب المعرفة والحكمة و النشاط في خلق اجواء من القلق والترقب والصراعات والنزاعات التي باعدت وتباعد بين أفراد الجالية بعضهم عن البعض الاخر وانا مسؤول عن هذا الكلام الذي خبره جميع السفراء الأردنيين الذين خدموا الاْردن في العاصمة واشنطن منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا بدءا من حسين حمامي و فايز الطراونه ومروان المعشر وكريم قعوار مع حفظ الألقاب.وما كنت انوي أشغالكم في هذه القضية لولا انني علمت موخرا وللسنة العاشرة على التوالي 'تكرار أسطوانة الاستقالة من القنصلية كل عام في مثل هدا الوقت والاسطوانه المشروخة تردد 'ان القنصل الفخري يرغب في التقاعد والتخلي عن المنصب لصالح احد أقاربه بعد ان أوعز الى المسؤولين في الحكومة الاردنية وحصل على موافقة مبدئية لاسم الخليفة المنتظر.
تعلمون ان الجالية العربية الاميركية في ولاية مشيغين تشكل اكبر تجمع للمهاجرين العرب ومنهم الاردنيون خارج اوطانهم الام كما ان لها ثقلاًاقتصادياً هاماً وقد تلاحظون اهتمام الاميركين على جميع المستويات بهذه الجاليات. هذا الاهتمام الذي يبرز جليا خلال الأزمات العاصفة التي تجتاح منطقتنا العربية وهي كثيرة ومتواصلة ، ونحن نشاهد ونتابع نشاطات القنصليات العربية والأجنبيةً والهيئات العربية الاميركيه في الولايةخلال هذه الأزمات مع رعاياها ومسؤوليها ومسؤولي الولاية ، ومع الاعلام الاميركي الا ان المحزن والمعيب غياب اي نشاط للقنصلية الفخرية الاردنية في ديترويت اكان النشاط إيجابيا ام سلبياً واي تعاون او مشاركة في اي حدث او حراك محلي ، وتبرر القنصلية هذا الغياب التام عن نشاطات الجالية باتهام منظمي النشاطات والقائمين عليها بأنهم جهلة تعوزهم التجربة والمراس . وكنا لنتفق مع القنصلية في اتهاماتها هذه لو انها نظمت او رعت او دعمت نشاطا واحدا فقط خلال الأعوام الثلاثين الماضية (' لا تزال القنصلية تنام على حرير نشاطين أقيما في ولاية مشيغين ، الاول المعرض التجاري الأردني الذي نظمته الغرفة التجارية العربية الاميركيه ومعرض البتراء الذي نظمته جامعة كالآلفن في شمال الولاية ')
ماذا يعرف الأميركيون والعرب الأميركيين عن المملكة الاردنية الهاشمية وما الذي يعرفه الاردنيون عن ولاية مشيغين اليست هي احدى مهمات القنصلية المشاركة في الموتمرات السياحية والندوات الثقافية والدينية والاقتصادية والاستثمارية شبه اليوميه التي تعقد في مدن الولاية .وما هو دور القنصلية في عملية التواصل مع واستقطاب الطلبة العرب والأميركيين وتحديدا من الاْردن في جامعات الولاية ومؤسساتها التعليمية. .من غير القنصلية قادر على ترويج الوطن الأردني ؟ من غير القنصلية الفخرية قادر على إيصال المعلومة الحقيقية عن السياحة الدينية والعلاجية في اجمل مناطق الارض المقدسة وأكثرها أماناً ؟ من غير القنصلية الفخرية قادر على شرح آفاق الاستثمار وجذب المستثمرين ؟ وماذا عن الملكية الاردنية المغيب دورها تماما عن اي نشاط ، أين المسؤولية الاجتماعية المناطه بها ولماذا لا يستطيع مسؤولوها الاقتراب من مكتب القنصلية ؟
وماذا عن أبناء الجالية الاميركية الاردنية ولماذا يصعب تواصلهم مع القائمين على القنصلية ، لماذا أغلبيتهم ترهبه فكرة التوجه الى مكتب القنصلية لتوقيع وكالة اوتنظيم عقد او شهادة وفاة او ختم وثيقة وتأشيرة زيارة للأردن
لماذا أبواب القنصلية مغلقة عدا ساعة او ساعتين في الأسبوع ؟ لماذا يواجه الاردنيون الذين يغامرون بزيارة القنصلية لقضاء حاجة ما يواجهون باستقبال فاتر وبأسئلة استفزازية لا علاقة لها بالحاجة التي جاؤو لقضاءها ، لماذا يجمع الأميركيون الاردنيون في ولاية مشيغن على مطلب واحد وحيد يتمنون تحقيقه وهو لا يتعلق بإنجاز المعاملات او ختم الوثائق بل إظهار الاحترام والاهتمام بهم بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية الاردنية او مكانة عائلاتهم الاجتماعية وقدراتهم المالية ! فوجود القنصلية الفخرية على وضعها الحالي في ديترويت منذ نحو ثلاثين عاما يزيد من غربتهم ويشعرهم بغربة اخرى اكثر وحشة وقساوة وألماً من غربتهم عن الوطن الأردني .
في ديترويت كما في جميع المدن الاميركية الكبرى منظمة عريقة تدعى هيئة السلك الدبلوماسي يلتقى أعضاؤها قناصل عامون وفخريون يمثلون ثمانين دولة حول العالم يلتقون شهرياً و كل مرة يتحدث عضو عن بلده وما تقدمه للانسانية من النواحي الاجتماعية الدينية الاقتصادية، كما يبحث آفاق الاستثمار والسياحة وغيرها الكثير .هل هناك علاقة للقنصلية الاردنية مع هذه الهيئة ؟
لكل ما تقدم ولتفادي قضاء ثلاثين سنة اخرى مع مختار اخر يختاره مسؤول حكومي مؤثر على طريقة 'عيناكو قرابينا ' اثرت الكتابه في محاولة للفت الانتباه اذا كان لا بد من تعيين قنصل فخري في مشيغين فعلى السفارة الاردنية في واشنطن ترشيح شخصية ناشطة وفاعلة وعلى صلة بالمجتمعين الأردني والاميركي ومؤمنة بمبادءى العمل التطوعي، ولدينا العشرات مثل الدكتور اختصاصي الأمراض القلبية شكري داوود الطعيمة او اختصاصي الأطفال الدكتور جريس حداد اوطبيب الأطفال شاكر حداد او المحامي اشرف العواملة او المهندس عوني قاقيش ويمكن إعطاء قايمة طويلة عريضة ل الشخصيات القادرة على الخدمة دون انتظار جزاء مادي او حتى شكر وتقدير وان هذه الشخصيات تعرف جيدا طبيعة المجتمعين الأردني والاميركي وتتعامل بشكل مستمر مع شخصيات الجالية العربية الاميركية وإعداد كبيرة من شخصيات المجتمع الاميركي.واذكر على سبيل المثال لا الحصر الدكتور ( شكري داوود الطعيمة) او اي الطبيبين جريس وشاكر او اشرف وعوني وهم خير من يمثل المملكة الاردنية الهاشمية في مشيغين في هذا المنصب الحساس والهام وانا اجزم هنا ان أفراد وشخصيات الجالية وانا منهم لن يتوانوا عن تقديم ما يمكن تقديمه من خدمات ودعم ونشاط لخدمة القنصلية والارتقاء بأدائها الى أفضل وأعلى المستويات ومن يعرف الدكتور شكري الداوود كنموذج ، يعلم جيدا ما يقدمه لمجتمع الولاية من خدمات طبية من خلال إطلالته الأسبوعية على اهم محطتين تلفزيونيتين 'الآي بي سي وألم بي سي ' يساهم في توعية وتثقيف المجتمع الاميركي عن الأمراض القلبية وكيفية التعامل معها .كما انه خير من يعكس للمجتمع الاميركي والعربي الاميركي الصورة الحقيقية الرائعة والمشرقة لإنجازات الوطن الأردني و القيادة الاردنية لتحسين صورة العرب والمسلمين ودرء الخطر الذي قد يلحق بِنَا جميعا جراء الصراعات التي تعاني منها معظم مجتمعات الشرق الأوسط فهو مشارك أساسي في بناء وتقوية جسور التواصل والتعاون بين المملكة الاردنية الهاشمية والولايات المتحدة الاميركيه ولا ضير اذا اعتذر اي من الشخصيات المذكورة ان ترشح السفارة رجل اعمال أميركي لديه مصالح اقتصادية في الشرق الأوسط والأردن تحديدا لتبوؤ هذا المنصب .
لكل ما تقدم, ولأنني أشعر كما غيري الكثيرون في مجتمع الجالية باهمية هذه القضية لنا وللأجيال الجديدة نطالبكم ضرورة النظر بجدية والايعاز لمن يلزم في السفارة الاردنية في واشنطن او الخارجية الاردنية واختيار من ترونه مناسبا لخدمة الوطن والجالية من خلال هذا الموقع الحساس .
باحترام
وليم سلايطه
ديترويت / ولاية مشيغين- الولايات المتحدة الاميركية .