التاريخ : 2017-04-05
اسبانيا تتجه لمصادرة أملاك لرفعت الأسد بقيمة 691 مليون يورو
الراي نيوز
قامت فرق أمنية إسبانية، صباح أمس الثلاثاء، وبأمر من المحكمة الوطنية المكلفة بالقضايا الكبرى، باقتحام ممتلكات في إقليم مالقا ترجع لرفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وعم الحالي بشار الأسد، بتهمة تبييض أموال وتكوين عصابة إجرامية. وتطرح العملية تساؤلات حتى في أوساط الأمن بسبب التأخر سنوات على التحرك رغم الشبهات الكثيرة.
وأكدت جريدة دياريو سور الصادرة في مالقا وهي المنطقة المعروفة بساحل الشمس «كوستا ديل سول»، بقيام وحدات أمنية باقتحام 15 من المباني بين شقق فاخرة ومقرات شركات في بويرتو بانوس وماربيا في إقليم مالقا صباح أمس الثلاثاء، بحثاً عن وثائق تتعلق بتبييض الأموال. في الوقت ذاته، صادر القضاء 91 حساباً بنكياً بين حسابات شخصية وأخرى لشركات، ويفيد القضاء أن كل هذه الأموال مصدرها 300 مليون يورو جرت سرقتها من أموال الشعب السوري.
ويجري التركيز أساساً على رفعت الأسد، وتقول التحريات إنه تم رصد 503 من الممتلكات العقارية باسم رفعت الأسد وأفراد عائلته، منها شقق فاخرة وفندق فاخر وضيع أغلبها في البلدة السياحية الشهيرة بويرتو بانوس ومدينة ماربيا. وتبلغ قيمة ضيعة واحدة 60 مليون يورو في بلدة بنيحبيس في ماربيا، أما المبلغ الإجمالي للعقارات في ملكية الأسد وأفراد عائلته فيبلغ 691 مليون يورو.
وبدأت المحكمة الوطنية في مدريد التحريات خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي بتنسيق مع القضاء الفرنسي الذي كان سباقاً الى التحقيق في ثروة رفعت الأسد، ووجد أن مصدرها هو ممتلكات الشعب السوري التي تعرضت للنهب، وفق تعابير المحضر القضائي. ولم يتحرك القضاء الإسباني إلا بطلب من القضاء الفرنسي الذي شدد على ضرورة تتبع ممتلكات الأسد في إسبانيا. ولم يقدم القضاء الإسباني على التحقيق من قبل رغم الكثير من الشبهات حول رفعت الأسد ومطالب أمنية بالتحقيق في ثروته.
وكان القضاء الفرنسي قد فتح منذ سنوات تحقيقاً حول ثروة رفعت الأسد بفضل دعوى تقدمت بها مؤسسة «شيربا»، وهي منظمة غير حكومية تناهض الفساد المالي السياسي. وقام هذا القضاء يوم 9 حزيران/يونيو الماضي باستنطاق رفعت الأسد ولم يسمح له بالمغادرة إلا في اتجاه العاصمة البريطانية لندن للمراجعة الطبية وبدون الحق في السفر إلى ماربيا، حيث يتوفر على الممتلكات الهائلة المشار إليها.
وكان رفعت الأسد قد وصل إلى إسبانيا بعدما طرده شقيقه حافظ الأسد، وكان رئيس الحكومة الإسبانية وقتها قد استقبله في قصر الحكومة ومنحه حراسة خاصة، وأنقذته وحدات خاصة أمنية إسبانية من عمليات اغتيال ثلاث مرات، ومرة واحدة من الاختطاف. وتكتب جريدة «الموندو» في تقرير مطول لها حول الصلاحيات الأمنية التي كان يتمتع بها رفعت الأسد أنه ربما كان عميلاً للمخابرات الإسبانية.
القدس العربي