التاريخ : 2017-01-16
إقالة الذنيبات خسارة كبيرة
الراي نيوز
د. عصام الغزاوي
في خضم الهجمة التي تعرض لها معاليه عندما بدأ عملية إعادة هيبة التعليم وإمتحان الثانوية العامة كتبت عنه أنه نبتة جنوبية يانعة ، وعندما تعرض لهجمة قوى الشد العكسي من نشطاء الحراك وبعض التربويين الذين أثاروا الرأي العام ضده بتهمة تغيير المناهج كتبت مدافعاً عنه وعن عصاميته رغم أني لا أعرفه ولم ألتقيه يوماً، واليوم وبعد أن إنتصرت عليه قوى التغيير والتنوير ووسط فرحة أصحاب الثأرات الشخصية على إقالته وإزاحته من طريقهم أشعر أننا سنندم جميعاً على رحيل معاليه عن قمة هرم هذه الوزارة الهامة، معظم وزرائنا بالعادة يقومون بتنفيذ سياسات وزاراتهم والتي على الغالب لم يكونوا طرفاً في إعدادها بإستثناء وزارة التربية والتعليم فقد عمل معاليه الكثير لتحديث العملية التعليمية وله بصمة جديرة بالإحترام على كثير من الأمور التي تهم قطاع التربية والتعليم وتجارة التعليم الخاص وهيكلة وضبط نفس الوزارة ووضعها على المسار الصحيح وربما كان ذلك سبباً في تجييش أبواق مراكز القوى في الوزارة ضده الذين وجدوا في قضية المناهج فرصتهم لتصفية حساباتهم !!!
إقالة هذا الرجل الفاضل الهمام وخروجه من موقعه قبل إتمام رؤيته في تحديث التعليم لم يكن بسبب عدم جدارته بل بسبب عدم إمتثاله لضغوطات إكمال خطة تغيير المناهج كما تقتضي الوصفة الجاهزة المستوردة ومحاولته الإلتفاف عليها بتشكيله لجنة إعادة تقييم المناهج لإختيار ما يناسب عقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا، كلي خوف أن قطاع التربية والتعليم مستهدف ويواجه خطر كبير ودليلي قول الإمام الشافعي عندما سألوه كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن فأجاب ' إتبع سهام عدوك ترشدك إليهم ' ، تابعوا من هم الفرحون الذين يصفقون على إقالته اليوم لترشدكم سهامهم إن كان معاليه على حق ، كلمة أخيرة لمعالي الدكتور محمد ذنيبات ... لقد كفيت ووفيت وأجرك عند الله .