التاريخ : 2017-01-10
الأردن والاقليم الملتهب 2017
الراي نيوز
هل ستنطفئ نيران الاقليم الملتهب من حولنا في العام الذي نعيش اول ايامه 2017 ؟! الاجابة بالتاكيد انه لن يكون هناك عصى سحرية يمكلها اي طرف او قوة في العالم ، تسطيع القيام بهذه المهمة التي باتت شبه مستحيلة ، لان التراكمات والازمات والحروب التي كل واحدة تلد اخرى ، باتت تغطي منطقة الشرق الاوسط ، ولم يتم التحرك مبكرا للتعامل معها بالشكل السليم.
هذا التاخر والتردد كان واقع حال المجتمع الدولي خلال السنوات الماضية في ظل استقطاب اقليمي غير مسبوق كل ذلك حدث رغم التحذيرات والنداءات الاردنية المبكرة بضرورة التقدم الى الحلول السياسية وعلى قاعدة ثبت صدقيتها واكد عليها الاردن في كل مرحلة انه لا حلول عسكرية لقضايا وازمات المنطقة بل ان البقاء في هذه الخانة سيؤجج الازمات ويخلف تداعيات مدمرة لها .
هذا الموقف الاردني الذي يقوده جلالة الملك كان سياسة اردنية ثابته ذات صدقية عالية خلال السنوات الماضية ، وهي السياسة التي ستبقى على راس الاجندة الدبلوماسية الاردنية خلال هذا العام، اذ ان الجواب الاردني على سؤال اهوال الاقليم وكيفية التعامل معها ، هو مزيد من المبادرة والعمل الجماعي ، باراداة دولية واقليمية جادة ، لاعادة الهدوء الى دول المنطقة المشتعلة وهي ليست قليلة ، ولدرء خطر مزيد من التداعيات ، خصوصا الارهاب الذي تطاير شرره ليتعدى دول المنطقة الى دول كثيرة في العالم اذ ان ايدي الارهابيين الاثمة حاولت الضرب بجرائمها النكراء وباقصى درجات البربرية في كل مكان وكان الابرياء على الدوام ضحية هذه الظلامية التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها.
يأمل الاردن ولا يكتفي بالامل بان يؤمن بالمبادرة والعمل الموصول ، لاطفاء حريق المنطقة الهائل الذي وقوده دماء الشعوب وبنية الدول ومقدراتها ، واشاعة الفوضى العارمة في المنطقة وخارجها، ويواصل الاردن التحرك بمرونة مع كافة العواصم ، اذ لا محددات تذكر على العلاقات الاردنية مع المحيط وعواصم صنع القرار الدولي ، في الحث في كل المناسبات والزيارات والاتصالات التي يقوم بها جلالة الملك ، لدول العالم وقادتها ، بانه لا رابح في ابقاء ازمات المنطقة منفلتة من عقالها.
هذه الرؤية الاردنية الصائبة كانت وما زالت تقول ان الخسارة والالم محصلة تلحق بالجميع اذا ما بقي المسار في ازمات المنطقة على حاله كما في العام الماضي ، اضافة الى التاكيد على ان وقف الدمار ونزيف الدم والمآسي التي تضرب بشعوب المنطقة هي مسؤولية تقع على المجتمع الدولي كله الاخلاقية والقانونية والسياسية ، اذ ان العجز والتردد والشلل الذي اصاب المحافل الدولية ومنظماتها واطرها جراء تباعد المواقف وتناقضها لم يكن باي حال في صالح التمكن من ايجاد حلول جوهرية بل ان جل ما ساد العام الماضي هو تهدئات مؤقتة سرعان ما كانت تنهار ، لتعود الحالة الى ما هو اصعب مما سبق وكانت الازمة السورية المثال الاكثر سوءا والتي غلب عليها لغة النار على لغة السلام والعقل فكانت الحصيلة على مر سنوات الازمة مئات الاف الضحايا وملايين اللاجئين خارج بلادهم كان للاردن نصيب كبير من استضافتهم الى جانب ملايين النازحين والمشردين من ابناء الشعب السوري داخل بلادهم.
صحيح وفق المعطيات على الارض في المنطقة ، ان الازمات تراكمت والاستقطابات استفحلت، والعنف والقتل اخذ عناوين وأوجهاً مختلفة، لكن الدبلوماسية الاردنية، لم تقبل في اي مرحلة الركون لصعوبات الاقليم وتعقد ظروفه وازماته، النكوص والبقاء في خانة المتفرج ، على مزيد من اللهيب والاشتعال في المنطقة ، وهذه الرؤية تاتي دوما من منطلقات اخلاقية وسياسية ثابتة وكذلك من رؤية استراتيجية قويمة ابقت على الدوام على مباديء اعلاء حق الانسان وحرمة دمه وحياته في اي مكان وفي اي ظرف في اعلى الاولويات .
واكدت على شمولية التحرك والتشاركية الجماعية بين الدول لصيانة الامن وحفظ استقرار الدول والشعوب من افات الازمات وويلات الحروب وما تنتجها ايضا بيئات الفوضى من ظهور افتي الارهاب والتطرف التي طالما حذر الاردن من خطر التاخير في التصدي لهما بل وقدم للعالم رؤية شمولية صائبة ان تحرك العالم بجدية وفقها فان المهمة لانهاء الارهاب وجرائمه لن تكون مستحيلة.
0 0 0