التاريخ : 2017-01-04
قصة مشوقة لـ"مثل كركي"
الراي نيوز
'كل حصيني بارضه ذيب عمار يافج الثنية' عبارة وردت في قصيدة نبطية للمرحوم الشاعر مفلح سلمان المبيضين الذي عاش في منطقة الثنية في الكرك في الفترة ما بين عامي 1904 و1976.
ترتبط هذه العبارة التي ذهبت مذهب مثل ما زال متداولا في محافظة الكرك بقصة أوردها المرحوم المبيضين في قصيدة له من الشعر النبطي، حيث تقول القصة التي وقعت احداثها في العام 1934 ان هذا العام كان عام قحط لم ينبت الزرع ولم يملأ فيه الضرع فاضطر اصحاب المواشي وكانت هذه هي المهنة السائدة في منطقة الكرك آنذاك الى الانتقال بمواشيهم الى منطقة اخرى داخل المملكة بحثا عن الكلأ.
وقد تصادف ان جماعة من اهل المنطقة التي حل فيها اصحاب المواشي انفردوا بأحد اصحاب المواشي بعيدا عن ربعه فاحتالوا عليه عنوة بان اخذوا 'بارودته' أي بندقيته الثمينة والتي كان يقدر سعرها بـ60 ليرة ذهبية واعطوه بندقية متهالكة لا يساوي سعرها العشر ليرات.
وحين نُقلت هذه الحادثة الى الشاعر المرحوم المبيضين صاغ الحكاية في اطار شعر القصص والامثال الذي برع فيه.
وقول الشاعر كل حصيني (ثعلب)، والثعلب معروف بضعفه يستحيل ذئباً كاسراً ان كان في الارض التي يعيش فيها ، وان غادرها اضحى ضعيفاً يخاف ما سواه من الحيوانات البرية ، يعني هذا التوصيف ان الغربة مضيعة للأصل وان الشعور بالاغتراب يورث الانسان الضعف لانعدام السند، من هنا جاء كما صوّر الشاعر استقواء المعتدين على بطل القصة وسلبه تحت التهديد بندقيته الثمينة.
اما قول الشاعر عمار يافج الثنية فانه (الفج الارض المنبسطة الفسيحة) فيؤكد ان الانسان بين ربعه وعشيرته يقوى حتى لو كان ضعيفا، أي بمعنى لو كان صاحبنا المعتدى عليه في منطقة الثنية لما استكان لاحد ولدافع عن نفسه ورفض بعناد وصلف التخلي عن بندقيته مهما كان الظرف.