التاريخ : 2016-08-17
حلب على مشارف كارثة خطيرة وتحذيرات من مجاعة جديدة في ضنايا
الرا ي نيوز
:حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من "كارثة إنسانية" لم يسبق لها مثيل في حلب السورية وحث روسيا والولايات المتحدة على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في المدينة ومناطق أخرى في سوريا.
وفي الأسابيع القليلة الماضية تصاعد القتال للسيطرة على حلب -المنقسمة بين الأحياء الغربية الذي تسيطر عليها قوات الحكومة والأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة - مما تسبب في مقتل المئات وحرمان مدنيين كثيرين من الكهرباء والماء والإمدادات الحيوية.
وأبلغ بان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أحدث تقاريره الشهرية عن وصول المساعدات "في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري". وأضاف قائلا "القتال للسيطرة على الأرض والموارد يباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين ومن بينهم عشرات الأطفال". وقال بان "جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من التزام لحماية المدنيين". وجدد بان دعوة للأمم المتحدة لوقفة إنسانية لمدة 48 ساعة على الأقل في القتال في حلب من أجل تسليم المعونات وحث أيضا موسكو وواشنطن على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا اليوم الثلاثاء تنسيق العمل في سوريا من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار. واستخدمت روسيا إيران كقاعدة لشن ضربات جوية ضد مسلحي المعارضة السورة للمرة الأولى الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تولي عناية كبيرة لتفادي وقوع إصابات بين المدنيين في ضرباتها الجوية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان - وهو جماعة مقرها المملكة المتحدة تراقب الحرب في سوريا- إن ضربات جوية مكثفة اليوم أصابت أهدافا كثيرة في حلب ومحيطها ومناطق أخرى في سوريا مما أوقع عشرات القتلى. وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد متشددي تنظيم داعش في سوريا منذ حوالي عامين.
وتعاني مدينة مضايا بريف دمشق من حصار شديد يفرضه النظام السوري وحزب الله اللبناني منذ أشهر، حال بينها وبين المساعدات الأممية التي لم تصلها منذ ما يزيد على 110 أيام، ما يهدد حياة أكثر من 40 ألف مدني حالتهم تسوء تدريجيا. وقال الناشط الإعلامي أحمد عبد الوهاب، إن هناك 14 حالة طبية بحاجة للخروج من المدينة المحاصرة لتلقي العلاج بأسرع وقت ممكن، معللاً ذلك بتدهور الأوضاع السيئة للمصابين، وإصابتهم بأمراض جديدة بسبب عدم وجود الأدوية اللازمة. وأضاف أن من بين المصابين أطفال وفتيات بحاجة طبية ماسة للخروج إلى دمشق لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن "النظام السوري استغل حادثة إخراج الطفلة غنى ووالدتها قبل أيام لتلقي العلاج؛ للتهرب من الضغط الإعلامي المطالب بإخراج بقية الجرحى الذين باتت حياتهم تحت الخطر الحقيقي".
وبيّن عبد الوهاب أن عجز الأمم المتحدة عن تقديم أي مساعدات للمصابين بات واضحا، وأن نتائج الاتصالات معها كانت سلبية، إذ إنها أبلغتهم بأن الوضع الراهن في إدلب "معقد" ما يحول دون إخراج أيٍّ من المصابين إليها، مشيرا إلى أنها أكدت تعسر إدخال المساعدات إلى مضايا. من جهتها؛ قالت الهيئة الطبية في مدينة مضايا، إن "الأوضاع الصحية في مضايا متدهورة جدا، حيث إنه لا يوجد سوى مشفى ميداني واحد يقدم خدمات متواضعة؛ بسبب نقص الدواء والمستلزمات الطبية، والنقص الحاد في الغذاء والدواء". وأضافت في تقرير طبي نشرته الثلاثاء، أن "جميع المواطنين بدون استثناء يعانون نقص الكالسيوم وفقر الدم، وأن الكثيرين يعانون سوء التغذية، وقد سجل حديثا أكثر من 45 حالة مصابة بحمى التيفوئيد، أغلبها من النساء والأطفال، ولا يوجد أدوية، ولا مضادات حيوية للمساعدة في العلاج". وحذرت الهيئة الطبية من حدوث "مجاعة جديدة في المدينة؛ إن لم يتم التصرف واتخاذ الإجراءات المناسبة"، مطالبة جميع الأطراف بـ"محاولة فك الحصارعن مضايا؛ لأن الأغذية شحيحة جدا". وأدى الحصار المفروض على مضايا منذ أشهر، إلى وفاة العشرات، وذلك جراء نقص الأغذية وفقدانها أحيانا بشكل كامل، إضافة إلى مقتل عدد كبير بالألغام التي زرعها حزب الله في محيط المدينة بغية إحكام الحصار.