التاريخ : 2010-12-20
مطلوب سكرتيرة
الرأي- هذا نصف إعلان منشور في الصحف وسأنقله كما هو: «مطلوب للعمل سكرتيرة على أن تكون صاحبة شخصية قوية للاتصال هاتف (.........)».
لدي سؤال؟! إذا كانت جميلة والشخصية نصف قوية هل سيمر الأمر؟... ولدي سؤال آخر وهو: كيف نستدل على شخصية السكرتيرة أو بعبارة أخرى ما هي أدوات قياس الشخصية القوية؟.
أتخيل لحظة إجراء المقابلة، عطر فرنسي، وقهوة سادة وثمة توصية للمراسل وتأكيد على أن تكون بدون سكّر، ثم حديث عابر عن مكان السكن.. وبعد ذلك سيجارة، ومن ثم الدخول في وصف مجتمع الرجال وأنه مجتمع ذئاب.. وبعد ذلك عرض للتجارب الشخصية في مجال العمل... ولا بد من الاشارة الى ان هاتف صاحبة الشخصية القوية يرن كثيراً... ويتم تعليل الأمر على أن صديقات قديمات قد اجتمعن في مقهى (الأنس) للاحتفال بعيد ميلاد تهاني.
لا بد من وجود سائق (تكسي) اسمه حمدي ينتظر في الاسفل.
بعد ذلك يتم بحث الأجر، ولا بد من ذكر عبارة: «أنا أنعرض عليّ ضعف هيك»... وأيضاً يتم بحث أوقات الدوام وذكر مسألة مهمة وهي أن العمل يبدأ بعد الساعة الثالثة عصراً.
لا بد من التأكيد على تفاني المراسل ونشاطه منقطع النظير في احضار القهوة ومنفضة السجائر وكوب الماء... واعطاء ابتسامات تنم عن (برادة وجه) لحظة تقديم القهوة.
في النهاية يتبيّن أن الشخصية حديد أو فولاذ وهي أقوى من المتوقع.
أعتذر للسادة القراء... فعلي ما يبدو أن البعض قد يدرك للوهلة الاولى اني خبير في هذا المجتمع... الأمر عكس ذلك فأنا خبير في الشخصيات القوية.
لم يعد للعالم العربي شخصية قوية فهو ممزق... ومحتل.. ومسكون بهاجس الانتخابات وتهميش الاحزاب وضياع دور بغداد.
ولكن قليلاً من العطر الفرنسي وجرأة عرض المشاكل، وموعد الاحتفال بعيد ميلاد «تهاني» قد يمنح شخصيتك القوة.. أكثر مما هو موجود في العالم العربي.
الإعلان.. ليس مرتبطاً بسكرتيرة.. ولكنه مرتبط أكثر بدور أميركا في العالم الثالث..
ما زال حمدي سائق التكسي ينتظر في الأسفل وأظن أن الهاتف الذي يرن.. ليس مرتبطاً بعيد ميلاد تهاني..