التاريخ : 2014-10-11

الراي نيوز-بقلم بسام العريان
مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ في ليلة 14 ذو الحجة بمطر حديث عهد بربِّه تعَالَى ، مطرنا بعد يوم التروية وبعد يوم الوقوف بعرفة وبعد المبيت بالمزدلفة بعد يوم النحر وعيد الأضحى المبارك بعد أيام التشريق الأيام المعدودات بعد خير الأيام عند الله وفي أول يوم بعد عودة حجاج بيت الله الحرام الى ديارهم بحمد الله سالمين وكأنه ماء زمزم هطل علينا من السماء مبتهلين لله بالدعاء :
مطرنا بفضل الله ورحمته اللهم اجعله صيبا نافعا
اللهم اغث به البلاد والعباد
اللهم طهر به قلوبنا واغسلها من الذنوب والخطايا
اللهم انفعنا به اللهم اجعله على الوديان ومنابت الشجر
اللهم لك الحمد والشكر ما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
تحرك سكون المكان بعد صلاة العشاء يوم الأربعاء مع نسيم من أرق ما يكون ، ينعش النفس ويبهجها وأضحت الطبيعة في "عمان" بحلة جديدة ومنظر رائع حمله "المطر" الزائر المحبب إلى قلوب الناس وحمل الفرح إلى الجميع صغاراً وكباراً، أمطرنا الله بالفرحة أمطار سقيا خير وبركة .
من منا لم يخرج ليقف تحت المطر !! من منا لم ينتظر هذه اللحظات الروحانية طيلة فصل الصيف !! والسماء ملبدة بالغيوم والقمر بدرٌ ظاهرٌ للعيون الاطفال غنوا وابتهجوا والجميع كانوا بانتظاره متشوقون وحجاج بيت الله عائدون وكل الكائنات رحبت وهللت.
لم تقتصر الفرحة على فئة من البشر, وهي ليست بصفقة يتزاحم عليها الناس ولا هي إحدى الماركات العالمية التي يهرول وراءها التجار وتصبح أداة للاحتكار بعد اشتياق وحنين .. وصمت من الجفاف الحزين , على ما يجري في سوريا وبلاد المسلمين تحت مسمى الربيع العربي وشوقاً لما في الشام من نارنج وياسمين نبتهل لك بالدعاء يا شام العرب ويا عراق الأمة نصرك الله رب العالمين وبسط عليك من دفء رحمته وليَّن لك القلوب القاسية كما ليَّن الحديد لسيدنا داوود عليه السلام ولم يغِب عنا الدعاء لكِ يا فلسطين الحبيبة ، حماك الله ورفع عنك وعن اهلنا وإخواننا في غزة ظلم وتجبر اليهود المعتدين ، اللهم آمين ..
فرحة كبيرٍ وصغير.. من شيخٍ يركع إلى طفلٍ يرضع ... يا لها من فرحة كبيرة عمّت أرجاء مدنك يا أردن المجد وهذا من فضل ربي رب العالمين وعمت الفرحة الأحياء الفقيرة قبل الأبراج الكبيرة, وفرحت الأزقّة قبل المساحات الوفيرة.
هنيئاً لكل عاشق .. هنيئاً لكل مشتاق ..هنيئاً لكل أخ ولكل صديق في موسم يبشر بالخير والعطاء ، صيبا نافعا ان شاء الله أمطرنا الله والحمد لله سقيا خير وبركة ان شاء الله على الاردن خاصة وسائر بلاد العالمين. بقلم بسام العريان