التاريخ : 2014-09-17

الراي نيوز-نانسي قرشاي*


اسأل أي طفل أين يفضل أن تصطحبه مساء يوم الخميس؛ إلى مطعم أو ناد رياضي أو لركوب الخيل؟
بحدود معرفتي بنفسية الأطفال، خصوصاً إذا كانوا من شريحة الفقراء أو الأيتام، فان اصطحابهم إلى ناد للفروسية وإعطاء الواحد منهم فرصة أن يركب الفرس، تساوي عنده كل الأحلام الوردية. فهذه الهواية أو الرياضة تندرج عنده بين الغيبيات أو الخرافات التي لا يتصور أنه سيطالها.
وبالفعل تماماً كما تخيلت. فقد نفذّتُ الفكرة بمشاركة أخي الدكتور موسى الطريفي. بدأت بنفسي حيث أخذت درسين بالفروسية، وفي نهايتهما عرضتُ الفكرة على نادي عمان للفروسية أن يستضيفوا مجموعة من الأطفال الأيتام على تجربة لعلها الأولى من نوعها في الأردن. وكانت النتيجة ان السعادة غير الموصوفة التي ظهرت على وجوه الأطفال الأيتام وهم يكتشفون ان الخيل لهم أيضا.. يركبونها مثل أبناء المقتدرين ونلتقط لهم الصور معها، كانت على نحو لم أشهد له مثيلاً في الصدق والانبهار والرضا بكل أشكاله وتعبيراته. سعادتنا بهم كانت حد الدمع.
ما أردتُ قوله هو أن عيدية الأضحى القريب للأطفال الفقراء الأيتام لا بأس أن تكون تقليدية بما تجود به النفس. لكن إذا أضفنا لها لمسات إنسانية عائلية ترفيهية اخرى من النوع الذي يخاطب أحلامهم العميقة وحرمانهم الذي لا يعرفه معظمنا، فان الصدقة باذن الله ستكون أضعافاً مضاعفة .
*سفيرة السلام