كارلوس كان ثوريا عربيا بصورة ما ومنحازا لفلسطين باكثر من بعض اهلها .. ففي الوقت الذي يستجدي البعض العودة الى طاولة المفاوضات يتكلم كارلوس من سجنه ويقول ان المستقبل للعرب واسرائيل الى زوال.
هذا الكلام لم يقله في مهرجان جماهيري حاشد باحدى المدن العربية ليغازل الجماهير بل قاله وهو في زنزانته في فرنسا، ولمن لصحيفة معاريف الاسرائيلية اي انه قاله للاسرائيليين انفسهم.
في اللقاء يؤكد كارلوس انه هو الذي قام بتدريب الفلسطينيين الذين اختطفوا طائرة اسرائيلية الى عنتيبي غير ان تلك العمليات خفتت ضد اسرائيل بعد ان ترك الجبهة واستلم الرفيق وديع حداد الجناح العسكري الدولي للجبهة الشعبية» اي انه لم يكن تلميذا لحداد كما تدعي ادبيات الجبهة التي قللت من شأن كارلوس لصالح حداد. 
كارلوس قضى وقتا في عمان متخفيا ولم يتمكن احد من معرفة شخصيته الحقيقية وطوال مكوثه في عمان لم يصدر عنه ما يعكر صفوا امنيا بل انه لم يطلق رصاصة واحدة الا حين فاز المنتخب الوطني الاردني بالبطولة العربية اذ اخرج مسدسه واطلق عدة عيارات نارية احتفالا بفوز منتخبنا.
المؤلم ان كارلوس اعتقل عام 1994 في السودان خلال عملية «بيع» للمخابرات الغربية لمجرد انقاذ دكتاتور عربي اراد ان يفتح عبر بيع كارلوس صفحة جديدة مع فرنسا ، اما كارلوس فلم يتهم احدا ببيعه وقال سلمتني المرحلة. 
خيانته في السودان وتسليمه كانت فضيحة بيد ان التبرير كان اسوأ من الذنب اذ قيل انه رجل يكثر من شرب الكحول ولا اسف على تسليمه. 
كارلوس الان في سجنه ورفاقه يستجدون الجلوس الى طاولة المفاوضات ليس لاستعادة الارض بل للبقاء على قيد الحياة السياسية فالطاولة اضحت السبب الوحيد لبقاء فريق اوسلو برمته.