الرأي نيوز - 
اجمع خبراء اقتصاديون ان اقتصاديات دول العالم والدول المحيطة بفلسطين ستتأثر من تداعيات الحرب على غزة بسبب حالة عدم اليقين حول ماستؤول اليه تطورات الحرب خلال الفترة المقبلة.

ولفت الخبراء في احاديث الى» الرأي» الى ان الاثار الاقتصادية بسبب احداث حرب غزة ستطال جميع الدول بنسب متفاوتة متوقعين ان معدلات النمو الاقتصادي ستتأثر خلال الربع الاخير اضافة الى ارتفاع اسعار النفط عالميا وتأثر القطاع السياحي وحركة الاستثمارات والتبادلات التجارية وتعليق بعض المشروعات الكبرى.

واكد جلالة الملك عبدالله الثاني لدى لقائه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال اللقاء الذي عقد في لندن الأحد عن رفض الأردن ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين، مشددا على ضرورة رفض المجتمع الدولي لسياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة.

ولفت جلالته أن منع الغذاء والمياه والكهرباء عن المدنيين الأبرياء في قطاع غزة جريمة حرب يجب أن يدينها العالم ويرفضها.

وجدد جلالته تحذيره من أية محاولة للتهجير القسري للفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم، والتي تعد خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني

وقال ممثل قطاع الالبسة والمحيكات في غرفة صناعة الاردن ايهاب قادري ان العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة له العديد من التداعيات على الاقتصاد الاردني الذي يعد الجار الاقرب والدولة الشقيقة لفلسطين، حيث ان توقف التبادلات التجارية جراء غلق المعبر يؤدي إلى خسائر شهرية تقارب ٣٠ مليون دولار بشكل مباشر من صادرات صناعية وزراعية،اضافة إلى الآثار غير المباشرة لهذه الصادرات على القطاعات اللوجستية والخدماتية والمالية الأخرى.

ولفت قادري الى انه ومن جانب آخر هنالك تاثيرات على تجارة الأشقاء الفلسطينين ايضا سواء للسوق الأردني او التي تمر من الأردن الى العديد من الأسواق المجاورة.

وأكد قادري على ان الأردن بكافة قطاعاته وخاصة الصناعية منها، لا ينظر بهذه الظروف إلى الخسائر الاقتصادية بل على العكس قادرون على تحمل اي كلف في سبيل نصرة اهلنا في فلسطين ودعم صمود غزه ونصرتها.

وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان مايحدث في فسلطين المحتلة له تداعيات اقتصادية على دول الجوار ومنها الاردن وايضا على العالم ولكن بشكل متفاوت.

ولفت عايش الى ان العالم والمنطقة العربية تعيش حالة من عدم اليقين السياسي والامني ما ينعكس على الاقتصاد بمعنى ان حالة عدم اليقين ستنعكس على اقتصادات الدول المجاورة حيث ان من المتوقع ان ينخفض معدل النمو المتوقع.

واشار عايش الى ان الدول المصدرة للنفط ستتأثر بمعدلات النمو حيث توقعات صندوق النقد الدولي بتراجع النمو في بعض الدول ماقبل الأحداث الأخيرة.

واشار ايضا الى ان حجم التبادل التجاري بين الاردن ودولة فلسطين سيتأثر من خلال بعض العراقيل نتيجة الاوضاع السياسية المضطربة.

واشار الى ان اسعار النفط شهدت ارتفاعا ما ينعكس على بعض الدول ومنها الاردن في ظل الاوضاع السياسية التي يشهدها العالم وحالة التوتر السياسي.

وقال الخبير الاقتصادي والمالي زياد الرفاتي ان المخاوف على اقتصادات المنطقة تزداد جراء التصعيد وتداعيات الحرب على غزة وسيناريوهات امتدادها الى حرب اقليمية تشترك فيها أطراف أخرى في ظل التحذيرات التي تطلق باتساع رقعة الصراع، لتزيد من التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي و عدم اليقين والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة والديون وأثار التغير المناخي،

وأشار الرفاتي الى أن صندوق النقد الدولي يقدر تراجع معدل النمو الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تضم مصر الى 1،9% خلال العام 2023 وفق المراجعة الأخيرة التي أعلنت في بداية الشهر الحالي وقبل بدء الحرب في السابع من هذا الشهر.

ولفت الرفاتي الى ان أبرز التأثيرات على الاقتصاد الأردني تكمن في تراجع معدلات النمو الفعلية بأقل من تقديراتها، اذا علمنا أن معدل النمو المقدر للاقتصاد الأردني هذا العام يبلغ 2،7% وقد حقق 2،6% في الربع الثاني على أساس سنوي، وتداعيات الحرب على حركة الاستثمارات والتوسع فيها واقامة المشاريع الجديدة وتدفقات رأس المال وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات الموضوعة حيث طبيعة ما تقدم يحتاج الى الاستقرار الأمني والأمان وهو العامل الأبرز واستقرار الأسواق وضمان الحركة والتنقل والتبادلات التجارية دون عوائق أو تكاليف اضافية.

واضاف ان نشر حاملتي طائرات في البحر المتوسط يشكل تهديدا للملاحة التجارية في حال نشوب الحرب أو التدخل فيها، وسيرفع ذلك من كلفة الشحن والرسو في موانئ أكثر بعدا عن المتفق عليها وازدياد تكلفة التأمين التي ترتفع عادة في حالة الحروب، مما سيفاقم من تكلفة المستوردات والطلب على السلع الأساسية والتخزين وانعكاس ذلك على ارتفاع أسعار السلع المستوردة والتضخم وقد بلغ 2،3% في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي وهو ضمن المعدل المستهدف البالغ 2،7% لكامل العام 2023، والضغط أيضا على الاحتياطي الأجنبي في ظل تأثر روافده الخارجية وخصوصا التدفق من الاستثمارات أو الحوالات أو السياحة.

ولفت الرفاتي الى ان الصراع في الشرق الأوسط يرسل موجات صدمة في الأسواق المالية العالمية وتأثير ذلك على الأسواق المالية المحلية واللجوء الى اقتناء الذهب باعتباره مخزنا للقيمة وملاذا أمنا وازدياد الاقبال عليه من البنوك المركزية لتوفير استقرار أكبر لعملاتها الوطنية في أوقات التوترات السياسية والعسكرية، ووفق صندوق النقد الدولي فانه يراقب عن كثب الأثر الاقتصادي للحرب على غزة، أما وزارة الخزانة الأميركية فبينت أنها تراقب التأثيرات الاقتصادية المحتملة للصراع الدائر في غزة ولا ترى له تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي بالمرحلة الحالية. واشار الى انه وفيما يتعلق بأسعار النفط فتتوقع بلومبيرغ أن تعتمد على رقعة القتال بثلاثة سيناريوهات، الأول حصر الحرب في غزة سيرفع النفط بحدود أربعة دولارات للبرميل، الثاني امتداد الحرب لسوريا ولبنان سيرفع النفط 10% وبما يعادل 8- 10 دولارات، والثالث حرب اسرائيلية ايرانية سيرفع برميل النفط الى 150 دولارا.الراي