التاريخ : 2020-09-17
مقاطعة ام مشاركة الحركة الإسلامية !!!
كتب احمد زياد ابو غنيمة
في انتخابات ٢٠١٦؛ شكّل التحالف الوطني للإصلاح ( الحركة الإسلامية وحلفائها من القوى والشخصيات الوطنية الاردنية ) حالة وطنية اردنية جامعة لكل اطياف الشعب الاردني ممن يشاركون الحركة الإسلامية رؤيتها للإصلاح والنهوض بالوطن.
كان من حُسن حظي آنذاك انني كنت من ضمن الناخبين في الدائرة الثالثة في عمان، وكان لي الشرف ان اقدّم صوتي لمرشحي التحالف الوطني للإصلاح في دائرة الحيتان، ففاز منهم قامات وطنية أثبتت حضورها النيابي بصورة مُشرقة ومميّزة، استاذنا الكبير صالح العرموطي والدكتورة المتميزة نيابيا ووطنيا ديمه طهبوب واستاذنا منصور سيف الدين مراد.
انتخابات ٢٠٢٠، تاتي في ظروف استثنائية داخليا و اقليميا وعالميا؛ هذه الظروف التي تستدعي من الجميع التروي والتاني في اتخاذ قرارهم بالمشاركة او المقاطعة، للمشاركة أسبابها وحيثياتها وللمقاطعة كذلك اسبابها وحيثياتها.
لست مع المقاطعة لاجل المقاطعة دون إيجاد بدائل سياسية واضحة المعالم، ولست كذلك مع المشاركة بدون ضمانات حقيقية بنزاهة الانتخابات وعدم تدخل الجهات الرسمية بها - كما تعودنا -.
هذا في الظروف العادية، ولكن هذه الانتخابات سبقتها ظروف استثنائية؛ تمثلت في التعدي السافر على كبرى النقابات المهنية " نقابة المعلمين" ومجلس إدارتها واعتقالهم وكف ايديهم وإغلاق نقابتهم بصورة تعسفية؛ وهذا ما يستدعي معالجة سريعة من الدولة لإعادة الحق إلى أصحابه وإلغاء كل القرارات التعسفية بحق نقابة المعلمين ومجلس إدارتها.
الحركة الإسلامية وحلفائها في التحالف الوطني للإصلاح بين خيارين احلاهما مر، المقاطعة وما يترتب عليها من سلبيات على المشهد السياسي الداخلي، والمشاركة بدون تهيئة الظروف المناسبة سيترتب عليها سلبيات كذلك.
شخصيا؛ ولضرورة عدم غياب الحركة الإسلامية وحلفائها في التحالف الوطني للإصلاح عن الساحة السياسية في هذه الظروف الاستثنائية، فإنني اميل إلى مشاركتهم - رغم عدم قناعتي بجدية الدولة بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة-؛ لان وجودهم وبعدد يمثل وجودهم الحقيقي في الشارع الاردني - لا الذي تحدده الدولة واجهزتها-، من شانه ان يُخفّف - ولو بالقدر اليسير - من تجبّر وتسلّط اي حكومة قادمة في اتخاذ قرارات مصيرية تحدد مستقبل الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
نعم للمشاركة في الانتخابات - إن قدّمت الدولة ما يثبت حُسن نواياها في نزاهة الانتخابات وحل عادل يُعيد الحق لأصحابه في نقابة المعلمين ويرفع الظلم عنهم -؛ بحجم مرشحين متوازن لا هو بالقليل ولا بالكثير، مع حُسن اختيار المرشحين وتعدد تخصصاتهم وقدراتهم القيادية المتقدمة.