دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2020-05-13

ومضات فكرية .. كوفيد-19 أثر ومؤثرات

الرأي نيوز :
الدكتور خالد الوزني


من الواضح أن العالم يرزح تحت وطأة احتلال فيروسي، يقوده كوفيد-19، ذلك الوباء الذي بات يسيطر على اقتصادات العالم، وعلى عجلة تفكيره، وعلى آليات تكوينه.


فالعالم اليوم انكفأ بشكل كبير نحو التفكير القطري الضيق، في كيفية الخروج من الجائحة، وترك التفكير الجَمْعي العالمي، أو المُعولَم، وفق منظومة تبعد كل البعد عما فرضته متطلبات العولمة، من أن العالم قرية صغيرة، فبات التصور أننا أمام قرى صغيرة هشة، يتحكم بتحركاتها، وبطريقة معيشتها، وتواصلها الاقتصادي، والاجتماعي، وحتى السياسي، فيروس لا يُرى بالعين المجردة، احتل العالم وسيطر على مكوناته.


وبات القائد المحتل 'كوفيد-19' يتحكم بمجريات الحياة اليومية للأفراد، وقرارات اعتى دول العالم وأكبرها، بل واعظمها في النسق السياسي، والعسكري، والاقتصادي، بغض النظر عن الحجم الجغرافي، أو الديمغرافي للدول.


وبالرغم مما يفرضه ذلك القائد المحتل من طقوس اجتماعية، تُحتم التباعد الجسدي، والحرص في التعامل، حتى مع أقرب الناس أليك، في القربى أو في الروح، فإن التجربة القصيرة نسبياً في التعامل مع ذلك الفيروس التاجي المحتل، المدعو كورونا، تُفرض وتحتم العمل الجماعي المتقارب للتخلص من آثاره، وهزيمته،

قبل أن يتحول العالم إلى قرى متناحرة على العيش، وعلى الكينونة، وعلى الوجود البشري.



بالأمس القريب أشار جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، في مقال في صحيفة الواشنطن بوست، أن التغلب على ذلك الوباء المحتل، لن يكون إلا بمخالفة الطريقة التي فرضها علينا في التعامل الجسدي والحسي مع بعضنا البعض، أي بالتقارب الفعلي نحو الخروج بمنظومة تشاركية تهزم الوباء، وتهزم تبعاته الاقتصادية والاجتماعية على العالم أجمع.

منظومة تعيد العولمة إلى مفهومها الإيجابي الذي قام على أساس التعاون المشترك، والتبادل المشترك، والاعتمادية المشتركة، دون أن يطغى طرف على آخر، أو أن يسيطر طرف، دون الأخرين، على مجريات الاقتصاد العالمي، ومعيشة الناس فيه.


كوفيد-19، فيروس محتل، إما أن نتخلص منه بالعمل الجماعي، المشترك، الذي لا يقوم على اللعبة الصفرية في الربح والخسارة، أو أن نرزح تحت وطأة قواعد لعبته، فنعود إلى العزلة، وإلى تقاسم مغانم الشعوب بين كبار اللاعبين، المسيطرين على مقدرات الاقتصاد العالمي، والتجارة العالمية، والذين بات تنازعهم على تقسيم العالم، الوجه الجديدة للتناحر، ما جعل البعض يعتقد أننا متجهون إلى حرب عالمية ثالثة، لا محالة.


العولمة الجديدة المتجددة، التي قد نفهمها من إشارات جلالة الملك، هي تلك القائمة على مفهوم القرية التعاونية، القرية التي تتواصل أطرافها لمنفعة الجميع، وتفزع سوياً أمام أي تهديد مرئي كان أم فيروسي.

كوفيد-19، سيطر على مجريات الاقتصادات العالمية، فتشير التوقعات إلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 3-9% للعام الحالي، أي بما لا يقل على 2.5 تريليون دولار، وقد تصل آثاره على المستوى العالمي إلى نحو 8 تريليون دولار، وهو فيروس أوقف الحياة الاستثمارية في العالم، ويتوقع له أن يُخفض مستوى الاستثمار العالمي بنحو 40% عن العام 2019، أي بما يزيد على نصف تريليون دولار للعام 2020.


التبادل التجاري العالمي في أدنى مستوياته، ومنتجات النفط، بمشتقاتها المختلفة، لا تجد سوى بواخر النقل لاحتوائها وتخزينها.


صفوف البطالة العالمية ينضم اليها ملايين الشباب يومياً، ومعطيات الحركة الاقتصادية اليومية في الدول يحكمها كوفيد-19، ويحدد طرق التعاملات، وشكلها، والعملات المتداولة في تسويتها، والمنصات الرقمية التي تقوم عليها.


نحن أمام هجوم فيروسي، قائده لا يعرف الكلل، ولا يهمه الملل في البيوت وفي ساعات الحجر، والحظر، والمنع. وقوده الاستسلام لمتطلباته، وعدم التقيد بما فرضه من تباعد جسدي، أو مستلزمات وقاية وحماية شخصية أو مجتمعية.

بيد أن الخروج منه يتطلب محاربته بمخالفة أمره، وكما قال جلالة الملك، عبر عدم التقيد بمتطلباته الطبية، أي عبر التعاون الوثيق وعن قُرب، بين الجميع في العالم، بهدف استمرار عمل العالم كقرية اقتصادية واحدة، تتشارك الوسائل، وتتبادل المنافع، وتتعاون في المعدات والمستلزمات، والتجهيزات المحمولة والمنقولة على كل حدب وعلى كل ضامر ومن كل فجّ عميق.



وأخيراً وليس آخراً، إن التعامل مع ذلك الفيروس المحتل لن يتأتى فحسب بالانشغال بالمكافحة اليومية والوقاية واتباع أرقى وسائل الوقاية والحماية الصحية، وعلى أهمية ذلك، بل وعلى ضرورته القصوى وأولويته العليا.

وإنما يجب على الأمم أن توازي بين مسارات العمل والتعامل، وعليها أن تلجأ إلى مسارٍ موازٍ متكاملٍ، يبحث في سبل الخروج الاقتصادي، والاجتماعي الآمِن مما فرضه عليها كوفيد-19، فالنجاح في قهر انتشار الفيروس التاجي لن يكلله إلا الانطلاق إلى المرحلة التالية، عبر استشراف سبل المستقبل الاقتصادي والاجتماعي. المستقبل الذي سيعيد عجلة العمل، ويدق في سبر أعماق الفرص التي ستتولد من محنة ذلك المحتل الفيروسي، فرصٌ تحددت ملامحها في قطاعات واعدة، في الصحة، والسلامة، والوقاية، وقطاعات الزراعة التقليدية وغير التقليدية، بما في ذلك الثروة الحيوانية، والسمكية، والمكملات الغذائية، والفلاحة التقليدية، والاكتفاء المائي والغذائي النوعي، والتكاملي القائم على الاعتماد المتبادل بين الدول، وقطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد الرقمي بمفهومه الشامل، والطاقة المتجددة.


التعامل مع قسوة كوفيد-19، تتطلب مسارات متوازية من العمل في مجالات الوقاية والحماية من جهة، ومجالات الاقتصاد وقطاعاته، والبعد الاجتماعي، من جهة أخرى.

الدول التي ستنجح في التخلص من هذا الاحتلال الفيروسي، هي الدول التي ستوازن بين خياراتها، وستسير عل مسارات متوازية، فلا تنغمس في الشأن الصحي فقط، ولا تتهاون فيه أبداً، وكلنها ايضاً تنخرط في استشراف مستقبل الفرص التي تخلقها التحديات، ما بعد وخلال المعركة الصحية الوقائية مع كوفيد-19، علينا أن نكون جاهزين لنظام عالمي جديد، قد يكون فُرض علينا عبر الفيروس التاجي، ولكن يبقى لنا أن نفرض عليه قواعدنا قبل أن تُفرض على الجميع دون تمييز.
عدد المشاهدات : ( 1800 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .