يأتي عيد العمل هذا العام، والذي يصادف اليوم الجمعة، في ظل جائحة كورونا، مغايراً لكل الأعوام السابقة، على قساوتها ومرارتها، لتزداد معاناة العامل وقلقه وخوفه على المستقبل المنظور وما بعد المنظور، خاصة أن الرأسمالية المتوحشة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومعسكرها الاستعماري الجديد القديم لا ينفكان يستثمران هذه الجائحة العالمية من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تستهدف لقمة عيش العمال بهدف سحقهم وتدمير أوطانهم، وللأسف فإن أمريكا ومعسكرها الاستعماري يملكان الأدوات والإمكانات لتحقيق هذه الغاية.
في هذه المناسبة الهامة، وأمام هذا الواقع الصعب، ليس أمامنا من سبيل، إلا أن نتوحد ونرفع من منسوب الوعي الجماعي العام لمواجهة الجائحة وتداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وقبل كل ذلك الوطنية في بعدها القومي للأمة السورية، من جبال طوروس وجبال زاغروس شمالاً، حتى قناة السويس والبحر الأحمر جنوباً، ومن البحر الأبيض المتوسط غرباً، حتى قوس الصحراء العربية شرقاً.
ذلك هو الشرط الأساسي وخيارنا الوحيد لتحرير أرض الوطن من رجس الاحتلال وإلغاء الحدود التي اصطنعها "سايكس بيكو"، ولننفض عنا غبار التبعية والتخلف والجهل وأن ننهض من كبوتنا التي طال أمدها ونستثمر خيرات بلادنا، بما يعود بالخير والنفع على جميع شرائح المجتمع، وهذا كفيل برفع المستوى المعيشي لكل أبناء الأمة على حدٍ سواء.
ليس من خيار خلاق لحل مشاكل البطالة والفقر والجوع وحفظ الكرامة إلا في وحدة أمتنا كعنوان للتكامل والاستقلال الحقيقيين.