منى جمال نعلاوي
تستوقفنا غرابة الحياة أحيانا , لنجد أنفسنا أمام مشاهد
لاتجرؤ أفكارنا على ايجادها في مخيلاتنا , فكيف اذا كانت تلك مشاهد واقعية تحكي
روايات حقيقية عن أشخاص أنهوا حياتها , وقد يكونوا من بنات جنسها , نحن هنا نتحدث
عن المرأة , نصف هذه الحياة ان لم تكن هي أهم مافي الحياة , فالجرائم التي ترتكب
بحقها هي جرائم بحق البشرية جمعاء .
سجلت طيات العام 2019 أكثر من 15 جريمة بحق مجموعة من
النساء , تعددت ظروفهن وظروف مقتلهن , ولكن النتيجة واحدة قتيل وقتيلة , وفيما يلي
سرد لوقائع هذه الجرائم بترتيب تسلسلها الزمني ...
في شباط قتلت سيدة عشرينية خنقا من قبل زوجها .
أما في آذار؛ قتلت ثلاث فتيات في مقتبل العمر في محافظات
مختلفة من المملكة , واحدة منهن تبلغ من العمر 16 عاما وجدت مفتولة في منزل ذويها
في جرش , والثانية عشرينية تعرضت لاطلاق نار على الصدر في منطقة القويسمة , و أخرى
تبلغ من العمر 13 عاما ماتت مقتولة على يد أخيها في البلقاء .
بالنسبة لسجلات نيسان فقد سجلت جريمة مقتل ثلاثينية طعنا
بأداة حادة في الزرقاء على يد زوجها .
وفي حزيران ؛ وتحديدا بتاريخ 11/6/2019 قتل شخص طليقته
ووالدتها الخمسينية طعنا بأداة حادة في منطقة الشونة الشمالية في اربد , وفي ليلة
سبقت تلك الليلة أقدم شخص على قتل أخته البالغة من العمر 35 عاما بسكب مادة
بترولية عليها وذلك بتاريخ 10/6/2019 .
وحفظت في ذاكرة تموز العديد من الجرائم التي ارتكبت بحق النساء
, بدأت بتاريخ 3/7/2019 حيث أقدم شخص على اغراق ابنة أخيه في قناة الملك عبدالله
في منطقة العدسية , وفيما بعد أقدم شخص غلى قتل زوجته في منطقة الدوار الخامس
مدعيا انتحارها , الى حين تم كشف ملابسات هذه القضية , وفي تاريخ 20/7/2019 قتلت
ثمانينية في منطقة جبل عمان , مرورا بتاريخ 21/7/2019 والذي قتلت فيه سيدة خمسينية
داخل منزلها في جبل اللويبدة .
أما الجريمة الأبشع على الاطلاق في تموز؛ تلك التي هزت
الشارع الأردني , وهي بتاريخ 27/7/2019 , والتي كان " للرأي نيوز "
انفراد البث الحصري لتفاصيلها من حوالي الأسبوع تقريبا , والتي روتها عائلة الضحية
" زينب " التي قتلت على يد زوجها أمام أعين ابنها , الشاهد الوحيد على
جريمة والده ضد والدته , ولم يكتف بذلك ؛ فحتى يستطيع اخفاء جريمته أخفى جثة
الزوجة وصب عليها طبقة من الاسمنت في محاولة فاشلة منه ليخفي أثر جريمته الدامية .
وكانت أواخر تلك الجرائم في آب بتاريخ 4/8/2019 عندما
قتلت ثلاثينية على يد أخيها في الرمثا بأداة حادة , وأيضا بتاريخ 13/8/2019 قتلت
عشرينية في ظروف غامضة في اربد .
في ذاكرة 2019 العديد من الجرائم وراء أبواب مغلقة
لايعلم ماوراءها سوى قتيلة ذهبت بسرقاتلها , وقاتل عاش بسر ضحيته ظالما لا مظلوما .