محرر الشؤون المحلية

واصل الطريق الصحراوي الرابط بين العاصمة عمان ومحافظات الجنوب خطفه للأرواح ونزيفه للدماء، حيث ضل شبح الموت يحوم حول سالكي الطريق وأصبح خطراً حقيقياً لسالكيه، بعد أن حصد أرواحاً كثيرة على مدى السنوات بسبب رداءته، حيث أطلق عليه الأهالي اسم 'طريق الموت' تزامنا مع أعمال صيانة للطريق الذي يعد شريانا رئيسيا يربط العاصمة عمان بمحافظات الجنوب.

ويعتبر الطريق الصحراوي من أهم الطرق الحيوية في الأردن إلا أنه يفتقد لأبسط خدمات الطُرق الرئيسية (متهالك تماما وغير صالح للاستعمال) . مهددا حياة آلاف السائقين والمواطنين، خاصة مع تكرار انفجار الإطارات من كثرة الحفر والتشققات. فبالرغم من انه أطول طريق في الأردن وأهمها لأنه يربط العاصمة عمان بمناطق الجنوب وخصوصا منطقة العقبة الاقتصادية، لذلك فإن معظم واردات الأردن وبعض الدول العربية المجاورة تنقل بواسطة الشاحنات عبر هذا الخط، وبسبب ذلك تردت أوضاع هذه الطريق وهي الآن تحت الإنشاء من جديد

فلا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ خبرا عن حادث تسبب بوفيات وإصابات على الطريق الصحراوي لدرجة انه أصبح يمثل لآلاف الأردنيين منطقة كوارث طبيعية وعنوانا للرعب والخوف وكأنهم في سباق مع الموت .

مئات الحوادث سجلت على الطريق الصحراوي الدولي خلال العام الحالي، راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى والمصابين حيث لا تكاد تخلو بقعة من الطريق إلا وكانت شاهدة على حادث اليم في يوم من الأيام ليصبح الأمر مدعاة للقلق ولا يمكن السكوت عنها أكثر من ذلك لدرجة انه قد أصبح في مخيلة كل من يمر الطريق الصحراوي احتمالا كبيرا لوقوع حادث في أية لحظة .

الطريق الصحراوي الدولي لم تعد آمنة بكل مراحلها بدءا من طريق المطار ومرورا بالقطرانة ووصولا االى المريغة جنوبا باتجاه العقبة ومعان، فمن لم يتعرض إلى حادث سير، فانه شاهد بأم عينيه حوادث سير دامية ومرعبة ومفجعة، ورائحة الموت تشتم يوميا على طريق الداخل إليه مفقود و الخارج منه مولود.

ومع تزايد أعداد الحوادث على الطريق الصحراوي، اقترح أحد أبرز الخبراء في مجال الطرق والأشغال المهندس ميسرة ملص حلّا قال إنه يحتاج إلى قرار جريء من وزير الأشغال العامة والإسكان، ويتعلق بتحسين التحويلات المرورية المؤقتة لتصبح بمواصفات عالية لحين استكمال أعمال المشروع.

وأضاف ملص إن كلفة هذا المقترح والتحويلات قد تصل إلى 6 مليون دينار، غير أنها ستجعل لدينا طريقا بمواصفات عالمية نُفاخر بها، بالإضافة إلى أنه سيُجنبنا سقوط المزيد من الضحايا من فلذات أكبادنا.

ولفت إلى أن هذه التحويلات ستلغى مع استكمال أعمال الطريق نهاية العام المقبل ويستغنى عنها، ليصبح الطريق بمواصفات عالمية نفاخر به كما حصل بطريق الأزرق والذي كان يسمى طريق الموت، مشيرا إلى أن 'المعضلة الآن أن المسارب الجديدة والتي يبلغ عرضها حوالي ١٥ مترا وتستعمل بالاتجاهين تحتاج إلى حواجز وسطية تفصل الحركة القادمة من العقبة عن تلك المتجهة إليها.

واختتم حديثه بالتأكيد على أنه ورغم كونه 'القرار المالي في الحكومة صعب الآن'، لكن رئيس الوزراء مطالب بتوفير تمويل مالي إضافي لوزارة الأشغال لتتمكن من انجاز ذلك.

وأسفرت الحوادث على الطريق الصحراوي العام الماضي عن وفاة 49 شخصا وإصابة نحو 480 شخصا بجروح وفق إحصاءات مستمدة من بيانات مديرية الدفاع المدني وتصريحات لمسؤولين في إدارة السير المركزية.

وشكلت وفيات حوادث الطريق الصحراوي العام الماضي نحو 9 بالمائة من 562 شخصا ذهبوا العام الماضي نتيجة حوادث الطرق في المملكة.

ويقدر بناءا على هذه الإحصاءات وقوع 23 حادثاً بالمتوسط على الطريق الصحراوي شهرياً أي نحو حادث يوميا. فيما يفقد شخص حياته نتيجة حادث على الطريق الصحراوي كل ستة أيام بالمتوسط وفق هذه الإحصاءات غير الرسمية.