التاريخ : 2018-09-08
ميكافيلي أميركا سيخرج من الباب الخلفي..!!
الراي نيوز
صالح الراشد
' لنقتل منهم الكثير', هذا ليس مقتبساً من فيلم سينمائي, بل كلام صادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب , عندما نقلت اليه أخبار كاذبة بان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية, وهذا يظهر مدى عشق ترامب الى العنف, وربما يعتقد أنه لا يزال جزءا من برنامج المصارعة الأمريكية, ويريد أن يظهر بثوب البطل القادر على صنع المستحيل, فترامب يبحث عن اختزال الزمن وتحقيق ما يحتاج الى اربعين عاما خلال اربع سنوات , وبالذات في مجال خدمة الكيان الصهيوني والقضاء على القضية الفلسطينية سواءً بنقل السفارة أو التلاعب في قضية اللاجئين.
وأصبح ترامب يشكل خطراً على السلام العالمي بسبب تصرفاته غير المسؤولة , سواءً على الصعيد العسكري أو الاقتصادي, حيث يخوض حروبا على عديد الجبهات, وأهمها جبهة الصين اقتصاديا وفي الشرق الأوسط عسكريا, وفي داخل بلاده يواجهه الكثير من الحروب بدءً من التلاعب في الانتخابات وشراء صمت البعض عن فضائحه, ثم جاءت الكارثة الكبرى.
أخر كوارث ترامب ما أعلنته الطبيبة باندلي لي حيث قالت أن مسؤولين اثنين من الإدارة الأميركية استعانا بها بشكل متكرر خلال العام الماضي لأن الرئيس دونالد ترامب 'كان يخيفهما' بسبب تصرفاته, واصدرت لي كتابا بعنوان (الحالة الخطيرة لترامب.. 27 طبيبا نفسيا وخبراء صحة عقلية يقيمون رئيسا) , وحسب حالة الرئيس فانه لا يجوز أن يحمل سلاح ويجب عزله عن المجتمع ليكون السؤال, كيف يتحكم هذا الرئيس بالاسلحة النووية في العالم؟!!.
وهدد ترامب العالم أجمع بأنه اذا ما تمت إقالته من منصبه فان العالم كله سيتعرض الى كوارث اقتصادية لكنه لم يشر في حديثه الى تهديد عسكري والحمد لله, وهذا يعني ان الرئيس يدرك ان هناك العديد من الجهات تسعى الى إقالته من منصبة كون الشعب الامريكي بدأ يشعر أنه أخطأ في اختياره رئيسا للدولة الأعظم في العالم حاليا.
المصيبة الأكبر أن ترامب لا يزال يحظى بثقة الكثيرين من رؤساء الأمة العربية على الرغم من ان شعبه لا يثق به, وهذا يوجب ايجاد طريقة جديدة للتعامل مع رئيس يمر بحالة مرضية نفسيه كما يقول ابناء الشعب الأمريكي عن أحد رواد فكر ميكافيلي في ادارة الحكم , حيث يملك ترامب صفات الحاكم كما جاء في كتاب ' الأمير' ومنها البخل كجزء من الحصافة السياسية, اضافة الى الدفاع عن بلاده بحيش وطني أو مرتزقة , وقد نجح ومن سبقوه في صناعة جيش ضخم من المرتزقة تم استخدانهم في الحروب ضد العراق وسوريا, ويقوم بدور الاسد والثعلب في التعامل كما نصح ميكافيلي ولكنه خرج عن النص حين عين حوله مجموعة من رجال اليمين المتطرف غريبي الأطوار والسلوك والفكر من أمثال ستيفن بانون والجنرال مايكل فلين , ولم يقم باختيار خبراء من أصحاب الكفائة.
وسعى ترامب الى استخدام القوة لأجل السلام وهذا أمر غير وارد كون الحرب تنتج العبودية عند البعض والعنف المضاد عن الآخرين, وهذا يعني ان السلام إما أن يأتي من خلال الحوار المتبادل القائم على العدل أو لن يأتي الى الأبد, ان تلميذ مدرسة ميكافيلي' حسب الفيلسوف أسامة جبارة في كتابه رؤى في الفكر الخلدوني' لن يكون قادراً على تنفيذ أحلامه وتحويلها الى واقع في ظل الحروب التي يخوضها بذات الوقت, وربما لن يكون لدية القدرة والوقت على انهاء حروبه اذا قد يتم عزله في ظل إزدياد الفضائح التي تطارده.