صالح الراشد رجل سبق الزمن في عصر انطلاق كرة القدم صوب الابداع, فلم نجد رجلا مثله يستطيع القيام بمهام عمله - كأمين عام للاتحاد الاردني لكرة القدم, فقد كان يمتلك ' كاريزما' خاصة تجعله قادر على احتواء الجميع, بل ان الغاضبين منه ومن الاتحاد يخرجون سعداء حتى لو لم يحصلوا على طلباتهم, فهو خبير في نفسية الرجال ويقدرهم ويحترمهم ويضع كل منهم في المكان الذي يستحق, فاعتبره الجميع الأمين العام الأفضل في تاريخ كرة القدم الاردنية. الحديث هنا عن الشخصية الاستثنائية فادي زريقات الذي كنا شهودا معه على العصر الذهبي لكرة القدم الاردنية, وشهودا على دوره الكبير في تطويع جميع الصعاب , حتى كنا نشعر انه لا يوجد اي معوقات, بل استطاع أن يجد حلا فريدا تميز به عن غيره لشغب الملاعب, حين احتوى روابط المشجعين ووضع برامج البطولات بما يخدم أمن الملاعب واللاعبين والجماهير فارتقت كرتنا فنيا وشعبيا . زريقات وخلال عمله صادفه العديد من المواجهات مع رؤساء الأندية, لكنها كانت دوما تنتهي بخروج الجميع مبتسمين, ولم يسجل في تاريخه أن خرج ايا منهم غاضبا من مكتب ابو سند, والسبب بسيط فقد كان يجيد الاستقبال والوداع والحديث مع الضيف, وكان يعلم ان كرة القدم قائمة على هؤلاء الرؤساء الذين يقدمون الكثير لبقاء أنديتهم واقفة على قدميها, فكان حديثة دوما مليئا بالشكر والتقدير لهم, وبالتالي أدرك الرؤساء ان الرجل يعرف ما يفعلون ولن يألو جهدا في تقديم أفضل الخدمات الممكنة للأندية في حال توفرها, لتكون الثقة متبادلة بين الجميع فانطلقت كرتنا صوب الابداع الاسيوي والعربي. زريقات غادر المنصب ولا يزال رؤساء الأندية يقولون عنه ' إنه الرجل اللي ما بتزعل منه' والرجل الذي نحترم ماضيه ومستقبله لأنه اينما يتواجد يحضر الابداع.