التاريخ : 2018-07-14

الراي نيوز

صالح الراشد

قدم نادي يوفنتوس الايطالي فكرا متطورا في استغلال اللاعبين والاستفادة منهم لمصلحة النادي, فالنادي اشترى النجم العالمي كرستيانو رونالدو من ريال مدريد ب'105' مليون دولار, وظن البعض ان اليوفي سيخسر في هذه الصفقة بسبب عمر اللاعب, لكن ادارة يوفنتوس نجحت وفي يومين فقط من بيع '550' الف قميص تحمل اسم ورقم اللاعب بقيمة وصلت الى '85' مليون دولار , بمعني ان قيمة سعر اللاعب سيستردها النادي خلال اسبوع.

هذا في ايطاليا, وربما نستعين بجملة الممثل السوري نهاد قلعي الذي لعب دور حسني البرزان في مسلسل صح النوم, حين قال اذا اردنا أن نعرف ماذا يحصل في ايطاليا فعلينا ان نعرف ماذا يحصل في 'الاردن' وليس البرازيل, ففي الاردن تعاني أنديتنا من ضعف كبير في التسويق ولا هم لها الا الدين والاقتراض حتى تسدد قيمة عقود ورواتب لاعبيها, بل ان العديد من الشيكات التي تعطيها للاعبين ترجع بسبب عدم وجود رصيد, فالاندية تضم مجموعة من الاداريين غير القادرين على التسويق بل ان الكثير منهم يعتقدون أنهم يعملون في بقالة وليس مؤسسة رياضية ضخمة, ليقزم هذا الفكر من قدرة الأندية في التطور, الغريب اننا استبشرنا خيرا بأكثر من رئيس جديد لهذه الأندية ثم نجده يتفوق على القدماء في عدم المعرفة والبحث فقط عن 'الصيت' دون الاهتمام يزيادة مصادر دخل النادي, فيما يقوم بعض المتنفذين في الاندية بالسيطرة على مصادر الدخل من محلات تجارية يقومون باستئجارها بابخس الاثمان ثم يعملون على اعادة تأخيرها نظير مبالغ مالية كبيرة, كما لم نجد أي ترويج لأي لاعب تم التعاقد معه من خلال بيت القمصان.

ففي اليوفنتوس اهتمام الادارة وجميع العاملين ينحصر في تطوير النادي اقتصاديا وفنيا , وبالتالي يدركون سر الابداع بان يتقدم الاقتصاد على المستوى الفني وبالتالي يستطيع النادي التعاقد مع لاعبين على سوية عالية قادرين على تطوير الناحية الفنية والابداعية, اما لدينا فان الاداري يغار من اللاعب ويرفض ان يعمل له شيء يساعد في الارتقاء بصورة النجم حتى لا يبقى هو في الظل, وهذه الصورة السيئة من التعامل 'طلقتها أوروبا بالثلاث' منذ عام 1974, فيما اداريو الأندية يبحثون عنها أملا في الشهرة.

ضعف التسويق واللامبالة بمستقبل النجوم لا تتواجد في الأندية فقط بل غزت الاتحادات الرياضية التي لا يوجد فيها لجان تسويق فيما الاولمبية لم تقدم شيء جديد لخدمة الاتحادات وأصبحنا نشعر أنها منافس للاتحادات كما ان الاتحادات منافس للأندية في خطف شركة من هنا أو مؤسسة من هناك لأجل التعاقد معها.

يوفنتوس' سامحه الله' أظهر سوءة الرياضة الاردنية بأنها تفتقد الى من يخططون للارتقاء بالاندية التي يجب ان تخرج من منظومة وزارة الشباب والاتحادات الرياضية وتصبح تابعة الى وزارة التنمية الاجتماعية كون فكر غالبيتها لم يصل الى فكر الجمعيات الخيرية.