نظّم مركز "تعلم واعلم للأبحاث والدراسات" بالتعاون مع بيت الثقافة والفنون، حوارية بعنوان "جماليات الدراما ووظائفها الاجتماعية" مع المخرج السينمائي والسيناريست فيصل الزعبي مساء أمس الثلاثاء في دار خطوط وظلال للتوزيع والنشر.
وأشار الزعبي في المحاضرة التي أدارها الدكتور أحمد ماضي، إلى أن الدراما لم تنل حظها وتُدرس وتشكل كمفهوم مستقل عن الشكل الأدائي لها، وأن الدراما في المسرح ثم السينما أو الإذاعة والتلفزيون وحتى في الشارع، لم تعكس ارتباطها بالفلسفة والفنون.
وأكّد أن الدراما هي فلسفة الفنون لأنها تشكّل ذلك الشغف لدى المتلقي حين تطرح إشكالية الوجود وهي تجسّدها ولا تشرحها، فكلّ بطل من أبطال شكسبير على سبيل المثال يحمل قضية وجودية، لذلك لا تقبل الدراما الحوارات غير الذكية والعلاقات غير المجدية والمجانية.
وأوضح الزعبي أن كتابة الدراما كتابة حرفية غير إبداعية، مستشهداً بالكاتب الروسي تشيخوف الذي واظب على حضور تمارين مواطنه المخرج ستانسلافسكي حين قرّر أن يكتب للمسرح، حتى يتعلّم تقنيات الكتابة.
وحول وظيفة الفن، لفت إلى أن الفن للفن حيث وظيفته الأولى هي خدمة الأجناس الفنية الأخرى، والدراما وفق هذا المنظور هي الفن المصفى، بحسب مقولة تشيخوف، وبذلك لا يمكن أن تكون خارج مرتبتها الجمالية في التلقي، وما يميّز الدراما كيف تتناول الوطن أو أي قضية أخرى وليس ما تقوله من قضايا.
وعرّف الزعبي علم الجمال اشتقاقاً من مفهوم الحرية وتعريفها باعتبارها إدراك وفعل الضرورة حيث يختلف الناس حول فهم تلك الضرورة، وعليه يكون الجمال هو إنشاء الضروري وكل شيء ضروري أنشأناه هو جمال، على أن معنى الجمال يتغيّر وفق تغير الحياة وعلاقاتها الاجتماعية.
وتحدث أيضاً عن عدم انفصال الدراما عن العلم وعدم خروجها على القوانين المنطقية، مبيناً أن السينما خلقت مصداقية حقيقية للتاريخ البشري وجعلت الكذب والقبح أقل، وهي اختراع أوسع من الدراما حيث على المخرج السينمائي أن يعرف السينما والفن التشكيلي وعلم الجمال وعلم الاجتماع وعلم النفس والسياسة، ووظيفته كدراماتوغ مركبة ومعقدة.
(بترا)