الراي نيوز - دميانا كوكش

تعتبر الرياضة من أساليب القوة الناعمة التي تلجأ إليها بعض الدول لتحسين صورتها العالمية أو لمحاولة استضافة نشاطات رياضية عالمية كالألعاب الأولمبية أو منافسات كأس العالم.

الرياضة التي تسحر العقول بغض النظر عن الفوارق الجغرافية والدينية والاجتماعية والسياسية، اصبحت من أشكال القوات الناعمة كالإعلام والسياحة والاقتصاد والفنون.

في الآونة الأخيرة أصبح مجال الرياضة من أفضل وأهم «القوات الناعمة» المستخدمة لدى الكثير من الدول، والتي بدورها المتميز تجعلها من الدول ذات الاسم المؤثر بين باقي دول العالم، فبعض الدول لجأت إليها كوسيلة لتحقيق الأهداف الخارجية لها،

كما أن الدبلوماسية الرياضية تشكل وسيلة لخلق حوار دائم بين الشعوب، ونقل المعرفة لها، والتأثير على فئات معينة داخل الشعوب وتمثل الأحداث الرياضية فرصة كبيرة

لخصت دراسة حديثة اجرتها جمعية الرياضات بدولة الإمارات العربية حول استخدام القوة الناعمة عبر المجالات الرياضية تمثل فرصة كبيرة للدولة المضيفة لاكتساب القوة الناعمة وتوسيع نفوذها أمام جمهور عالمي كبير.

كما توفر القوة الناعمة فرص تحسين صورة الدولة بطريقة غير مكلفة وفعالة وان مفتاحها يأتي من خلال المجتمع المدني، ولا يمكن للحكومات أن تخلق قوة ناعمة بدون مجتمعاتها، لأنها هي الناشر الرئيسي للتأثير الذي يمثل القوة الناعمة من خلال الدفء والفرح الترحيب.

أمر أساسي

في شتاء 2014 للألعاب الأولمبية و2018 لكأس العالم وخلال استضافة روسيا لتلك الأحداث استعملت "القوى الناعمة" للتأكيد على أنها دولة متفتحة تستقبل كل شعوب العالم.

وبالنسبة لدولة قطر فإنها نجحت بفضل تنظيم كأس العالم 2022 بتسليط الضوء على قدراتها وتطورها، فكان الحدث أحد أكبر النجاحات التي أحرزتها الدبلوماسية الرياضية القطرية هو الفوز باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022؛ فهذه البطولة العالمية هي أكثر الأحداث الرياضية جذبًا لاهتمام الإعلام في العالم، باعتبار أن كرة القدم أكثر الألعاب شعبية في العالم.

وبهذا السياق، قال المهندس صلاح الغويري نائب رئيسة الاتحاد الأردني للجمباز أن الرياضة والثقافة جناحا القوة الناعة التي تؤثر المجتمع فإذا استطاعت الدولة استغلال الثقافة الرياضة من المؤكد أن المكاسب ستكون مرتفعة على كافة الأصعدة ويجب العمل على تطوير الرياضة من خلال العمل على تنمية مهارات جميع عناصر والتأثير من حكام ولاعبين واداريين وجمهور مما ينعكس بصور ايجابية على المجتمع والبلد بشكل عام.

وأكد أن «القوة الناعمة» تعمل على إيصال البلد إلى العالمية مستشهداً بتجربة الاتحاد الأردني للجمباز وتحديداً من خلال خوض بطل أردني لبطولة العالم في بلجيكا، وحصوله على المركز الثاني على العالم على حصان المقابض، مشيراً إلى أن الفوز أسهم بترديد اسم الأردن في المحافل العالمية الرياضية والدولية وانعكس ايجابياً على البلد.

الى ذلك فأن المبادرة التي اطلقها سمو الأمير فيصل بن الحسين اجيال السلام وهي الهيئة الوحيدة المسجلة رسميا في اللجنة الأولمبية الدولية والتي انتشرت في الكثير من الدول العالم ساهمت بتحقيق اهدافها بتوظيف الرياضة من اجل السلام العالمي.

من ناحية اخرى ضرب المثل حول سوء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة خلال فترة من الفترات وعادت تلك العلاقات من خلال بطولة تنس الطاولة ما يؤكد امكانية تقريب المجتمعات وحل الخلافات.

وأشار أ.د. محمد غيدا استاذ الميكانيكا الحيوية بكلية التربية الرياضية بجامعة المنصورة في جمهورية مصر ان الرياضة تلعب دورا هاما كقوة ناعمة بين الدول من حيث تعزيز العلاقات الدولية الأيجابية بين الشعوب عن طريق اتاحة التفاعل.

الثقافي الشعبي فيما بينهم خلال فترات التنافس الدولي وتوفير منصة مشتركة للتواصل والتفاهم من اجل تعزيز السلام والتسامح بروح رياضية الى تقليل التوترات السياسية بين الدول في معظم الأحيان خصوصا في الدورات الأولمبية والعالمية مما يؤدي الى تعزيز العلاقلات الدبلوماسية بين الدول.

واوضح غيدا: ان هناك اتحادات دولية بين الدول مع بعضها البعض في ادارة وتنفيذ بطولات عالمية من خلال انشاء بنية تحتية رياضية مشتركة من منشآت ومضمار وملاعب رياضية مشتركة فيما بينهم من اجل تنظيم تلك الفعاليات مثلما حصل في كأس العالم بين كوريا الجنوبية والصين عام ٢٠٠٢.

وختم حديثه: الرياضة تلعب دورا مهما كقوة ناعمة اذا ما استخدمت الاستخدام الامثل لتحسين العلاقات بين الشعوب والدول.