التاريخ : 2010-12-15
جوليان أسانج
الرأي- قليلون هؤلاء الذين يصدّقون أنّ جوليان أسانج ، مؤسس موقع ويكيليكس ، ارتكب تلك الجرائم التي جعلته هارباً من العدالة لفترة ، ثمّ محتجزاً على ذمّة التحقيق في بريطانيا ، ومهدداً بالتسليم للسويد البلد المتّهم فيها بإساءات جنسية ، وأميركا التي تتّهمه بتسريب وثائق سرية.
جريمة أسانج هي في خرقه لشروط ضمنية تتّفق فيها أنظمة الحكم على تناقضاتها وتناحراتها السياسية ، فهناك أسرار يعرفها اللاعبون وهم السياسيون وأصحاب القرار ، ولا ينبغي أن يعرفها المتفرّجون ، وهم المواطنون العاديون في كلّ الدول.
ومع كلّ تسريب ، تكتشف دولة جديدة ، ومسؤولين جدداً تحدّثوا في أمر ما ، حتّى أنّ أردوغان وصفها بالثرثرة السياسية ، وبصراحة فحتى الآن لم تكشف الوثائق عن شيء جديد يتعلّق بمعلومات تخرق المألوف المعروف ، ولكنّ ما كشفته وجعلت من المسألة إحراجاً للجميع هو طريقة إدارة الأمور في العلاقات الدولية.
قد يكون أسانج ارتكب مخالفات جنسية ، ولكنّ تزامن فتح الملفات مع التسريبات ، والضجّة العالمية التي رافقتها ، يجعل الأمر أقرب إلى المؤامرة التي لا تهدف إلى إسكاته فحسب ، بل وتوجيه رسالة إلى الآخرين الذين سيلحقون به ويتجرأون على فضح السياسيين على مختلف مآربهم ومشاربهم وجنسياتهم.