يُعد الكرياتين من أشهر المكملات الغذائية في عالم اللياقة البدنية، إذ يُستخدم لتعزيز القوة، وبناء العضلات، وتسريع التعافي بعد التمارين. ورغم فوائده المتعددة، يثار منذ سنوات جدل بشأن تأثيره المحتمل على صحة الكلى.

وينتج الجسم الكرياتين بشكل طبيعي عبر الكبد والكلى والبنكرياس، ويُخزن في العضلات كمصدر سريع للطاقة خلال التمارين المكثفة. أما مكمل "كرياتين مونوهيدرات" الشائع، فيعمل على تعزيز هذه الاحتياطيات العضلية، مما يساعد الرياضيين على تحسين أدائهم.


إلا أن المخاوف من أضراره على الكلى دفعت الباحثين لإجراء عدد من الدراسات التي أثبتت، في معظمها، أن الكرياتين لا يُسبب أي ضرر للكلى لدى الأشخاص الأصحاء. ففي مراجعة علمية موسعة نُشرت عام 2017، لم يجد الباحثون أي تأثير سلبي للكرياتين على وظائف الكلى حتى مع الاستخدام المطوّل.

وخلصت دراسة أخرى، نُشرت عام 2011، إلى نفس النتائج بعد متابعة بالغين تناولوا الكرياتين لمدة 21 شهرًا، فيما أظهرت دراسة ثالثة أجريت على رياضيين عام 2004 عدم تسجيل أي آثار جانبية خلال خمس سنوات من الاستخدام المنتظم.

ومع ذلك، يُحذر الأطباء من استخدام الكرياتين لدى بعض الفئات. فالأشخاص الذين يعانون من أمراض كلوية مزمنة عليهم استشارة الطبيب قبل تناول هذا المكمل؛ نظرًا لأن الكرياتين يُفرز من الجسم عن طريق الكلى، مما قد يزيد العبء عليها.

كما أن تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها، والتي تتراوح بين 3 و5 غرامات، أو استخدامه دون شرب كميات كافية من الماء، قد يؤثر سلبًا على الكلى، خصوصًا أثناء التمارين الشاقة.


ويؤكد الخبراء أن الاستخدام الآمن للكرياتين يبدأ بإجراء فحص وظائف الكلى قبل البدء في تناوله، ولا سيما للأشخاص فوق سن الأربعين أو المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

كما يُنصح بالالتزام بالجرعة المحددة، وتجنب خلط الكرياتين مع أدوية أو مكملات أخرى قد تُجهد الكلى، مثل مضادات الالتهاب.