نمر بن عدوان أعاد للدراما الأردنية هيبة فقدتها منذ 15 سنة سبقته.

الرأي نيوز :

منى نعلاوي

خريج دفعة الاخراج التلفزيوني من كلية الخوارزمي عام 1986 , وكان الأول على دفعته , عمل في الوسط الفني أثناء الدراسة , حاصل على جوائز عدة أهمها : جائزة أفضل اخراج مسرحي عن مسرحة "قرية العشاق " في مهرجان كليات المجتمع الثاني في عام 1989, وجائزة الابداع الذهبي كأفضل مخرج عن مسلسل " عودة أبوتايه " والحائز على سبع جوائز ذهبية وجائزة الابداع الذهبية كأفضل عمل متكامل في مهرجان القاهرة للاعلام العربي الرابع عشر في عام 2008, شارك مع عدد من المخرجين كمساعد مخرج في بداياته مثل " أحمد دعيبس" .

عام 1994 أخرج أول عمل تلفزيوني بدوي بعنوان " القصير" بطولة الراحل " محمود أبو غريب " , وتلته العديد من الأعمال الأخرى مثل : الرحيل الأخير, محظوظ المحظوظ , عيال مشهور ,الوشم , ورد وشوك,أبناء الخريف,  وفي عام 2005 أخرج الرائعة الدرامية البدوية " نمر بن عدوان " والتي أعادت للدراما الأردنية هيبة فقدتها منذ 15 سنة سبقته , أما في عام 2008 أخرج مسلسل " عودة أبو تايه " بطولة النجم منذر رياحنة ؛ والذي حاز على 7 جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة في نفس العام , منها جائزة أفضل اخراج .

أما خارج نطاق الأردن فله أعمال تركت له بصمة مميزة , مثل المسلسل الجزائري " طوق النار " , والذي يروي قصة الشيخ  أمود ودوره في الثورة الجزائرية من خلال منع تقدم المحتل الفرنسي باتجاه الصحراء بعد وصوله الى الصحراء الجزائرية .

انه المخرج الأردني المبدع بسام المصري.

 .

1.المخرج بسام المصري .. كيف تبدأ صباحك , متى تستيقظ , مع من تحب أن يبدأ يومك , وهل هناك هواية معينة تمارسها صباحا مثل رياضة مثلا , متى تتوجه الى عملك , وكم عدد ساعات عملك ؟

بحكم عملي الغير محدد بساعات عمل معينة فأنا لايوجد لدي نظام يومي روتيني أسير عليه في جياتي , ولكن العادة اليومية التي لا أستغني عنها نهائيا صباحا هي وجبة الافطار الصباحية مع زوجتي وأبنائي , أما بالنسبة لهواية أمارسها مثل الرياضة والمطالعة ؛ فأمارسها حسب وقتي المحدود , فطبيعة عملي تفرض علي الالتزام حتى بعد ساعات العمل , ولا يوجد لدي وقت حتى لحياتي الاجتماعية , فأنا مقل فيها جدا , فنحن كأشخاص نعمل في الوسط الفني مسخرين أكثر لعملنا , ولا يوجد ساعات عمل محددة تبدأ بميقات وتنتهي بميقات .

2.أكثر شخص تصادفه في تفاصيل يومك ؟

لا يوجد شخص معين ؛ ولكن أغلب الذين ألتقي بهم من الوسط الفني أو الاعلامي عموما.

3. الوسيلة الاعلامية التي تحرص على متابعتها ؟

أنا طبيعة عملي تحكم حتى هذه النقطة في حياتي ؛ فبحكم وقتي الغير منتظم , ومع توفرها في أغلب الأوقات وبشكل متواصل ؛ فأنا أتابع أكثر المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي , لأنها متوفرة على مدار الساعة وفي الوقت الذي نريد , وهذا أيضا تحكمه طبيعة العصر المتسارعة وضيق الوقت , والمواقع الاخبارية هي الأكثر مناسبة لطبيعة عملنا .

4. فيما قدم أخيرا في شهر رمضان المبارك من دراما عربية بشكل عام , وفيما قدم أيضا من دراما أردنية عرضت على شاشاتنا المحلية وتحديدا الأعمال التي تطلق عليها مسميات الكوميديا , ماذا تقول , وما رأيك فيها ؟

فيما قدم من دراما على شاشاتنا المحلية خاصة هذا العام ؛ فمن وجهة نظري أن هناك مؤامرة على قيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا الأردنية وكل ماهو جميل ومرتبط بالأصالة والتراث الأردني الأصيل بحجة الحداثة والتطور والتقدم , ولكن هذا يسيء الى أخلاقنا وتاريخنا ووطنيتنا في كثير من الأحيان , وبالتالي هي اساءة لوطننا , ومثال على ذلك مسلسل باب الحارة الذي أثبت فشله من جميع النواحي في أجزائه الأخيرة , وخاصة في جزئه الأخيرالذي عرض على التلفزيون الأردني , فرغم فشل المسلسل الا أن التلفزيون الأردني قام بعرضه , رغم أن الجهة المنتجة له في أجزائه السابقة لم تعرضه على شاشاتها , وهذا يقودنا كصناع للدراما الى تساؤلات عدة أبرزها ؛ هو ماهو المقصود وراء هذا الاتجاه , أما فيما يخص ماكان يعرض على شاشاتنا المحلية  من أعمال صنفت تحت مسميات الكوميديا ؛ فهي باختصار عبارة عن تهريج وتتفيه للمسائل والمواضيع الوطنية والاجتماعية تحت ما يسمى ب" وطن " , وأنا لست ضدها بالمطلق ان صنفت كما هي كأعمال خفيفة , شرط أن تكون مدروسة من جميع النواحي , وأن تعرض الى جانبها أعمال انسانية وطنية تتسم بالدسامة الدرامية , واذا لم يتم ذلك فستبقى هذه الأعمال في دائرة التفاهات .

وفيما يتعلق بالدراما البدوية التي عرضت على شاشة التلفزيون الأردني ؛ فهي ثلاثة أعمال لاتمت للبداوة الأردنية الأصيلة بصلة , وهي أعمال تصنف بأنها دون المستوى , وهي اساءة لبداوتنا وأصالتنا , وأنا أطالب المسؤولين أن يضعوا مخافة الله بين أعينهم ويساهموا في اعادة الدراما الأردنية في المقدمة مع الدراما العربية سواء المصرية أو السورية , ونحن كفنانين قادرين على العودة بالدراما الأردنية بقوة كما كانت سابقا في قمة الدراما العربية , وبالنهاية هي جهود مشتركة من فنانين ومسؤولين ومنتجين ومنظومة مجتمع متكاملة , فبدون تضافر هذه الجهود معا لايوجد دراما أردنية تستحق أن ترفع لها القبعات , والا ماذا سيكون خطابنا الاعلامي والفني والاجتماعي اذا لم تكن هناك خطة تشترك فيها الفعاليات والنقابات والحكومات , فنحن كأردنيون قادرون أن نيعد لدرامان الأردنية هيبتها .

4. رسالة توجهها لرئيس الحكومة ..

توقعناك مختلف ؛ فقد جئت رئيسا للوزراء بعد اعتصامات شعبية , ورؤية ثاقبة لجلالة الملك بأن يبقى الأردن دائما في تقدم وازدهار , أحيانا لاألوم رئيس الوزراء فهذه هي مقدراتنا ؛ رغم أنني في كثير من الأحيان لاأقتنع بذلك , فالرجال في الحق أفعال لاأقوال .

5. مسلسل " جن " والذي أثار حفيظة وغضب الشارع الأردني .. من الناحية الأخلاقية لا يختلف شخصان على المحتوى الغير أخلاقي الذي تضمنه هذا المسلسل , وخاصة أنه لايمثل الا فئة أوقلة قليلة من فئات المجتمع , ولكن أنت كمخرج من الناحية التقنية والاخراجية التي ظهر بها المسلسل ما رأيك به ؟

من الناحية التقنية والاخراجية المسلسل ضعيف , اضافة الى أداء ممثليه الذي لايختلف عن ذلك في أدائهم الضعيف أيضا باستثناءات قليلة جدا , المسلسل ضعيف بكل مفردات العمل الفني .

بلدنا الأردن بمعالمه وآثاراه وجماله الخلاب رائع ومدينة البتراء أكبر أمثلة ذلك , ولكن مسلسل كهذا لا يرتقي الى مفردات العمل الفني السوية والقيمة يشوه هذه المعالم الجميلة أمام أعين الناس , واذا استثنينا الانحطاط الأخلاقي الذي يحتوي عليه هذا العمل , فبرأيي المسلسل عادي جدا وأقل من العادي , لا بل هواساء لموروثنا الأصيل , وهنا نقف أمام هذا المشهد الفني المتردي والسائد حاليا لنتساءل ؛ أين دور الفن الراقي في اظهار السلبيات , وأين الجيل القادم الذي سيحمل رسالة الفن الأخلاقية , ليصنع فنانا يمتلك أدوات النجومية قلبا وقالبا , شكلا ومضمونا , ونحن أيضا لانضع كل اللوم على العاملين في هذا المسلسل وخاصة مؤدين الأدوار التمثيلية , فهم أولا وآخرا ضحية لمؤامرة أكبر منهم , مؤامرة هدفها الاساءة , وهي سلسلة من مؤامرات كثيرة حيكت على هذا البلد الأصيل الذي يعتز بقيمه وأخلاقه , وبالمحصلة مسلسل " جن " لا يختلف عن ما وصل اليه حال الأعمال الفنية الدرامية و الكوميدية المعروضة مؤخرا , ولكن المفزع في الموضوع عندما نعلم بأن هذا المسلسل برعاية هيئة ملكية .

6. ماهي معادلة نجام أو فشل العمل الفني جماهيريا أو نقديا ؟

اذا استطاع العمل الفني أن يصل الى كافة فئات المجتمع بمختلف شرائحه , واذا حقق الهدف والرسالة الفنية التي وجد من أجلها , فهذا يعد نجاحا جماهيريا للعمل , وبالتالي يكون العمل ناجح نقديا .

 7. مبدأ تسير عليه في حياتك وتؤمن به ..

قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ".

8. هل مازالت الاذاعة تحتفظ بمكانتها الاعلامية أم أن التلفزيون أخذ مكانها مع وسائل التواصل الاجتماعي التي احتلت حياتنا بشكل هستيري ؟

نعم ؛ لا زالت الاذاعة تحتفظ بمكانتها , فالاذاعة يمكن أن ترافقك في كافة تفاصيل حياتك .. في الشارع , في العمل , البيت , السيارة , المدرسة , فهي رفيقة درب في كثير من الأحيان , وكل وسيلة لها جمهورها ومتابعينها ولها مكانتها التي تختلف عن الأخرى .

9. ماهي أمنياتك على الصعيد الشخصي , وعلى الصعيد العام ؟

أمنياتي على الصعيد الشخصي هي تربية أبنائي كشباب صالحين قادرين على خدمة أنفسهم ووطنهم , أما على الصعيد الفني فأمنيتي أن أقدم أعمال في مستويات عالية تليق بمجتمعنا الجميل , لنبقى فنيا ضمن الخطاب الثقافي العربي والعالمي .

10. من هو عراب بسام المصري ؟

أتوجه الى مخرجي العظيم وأول من قدم لي الفرص في بداياتي , والذي قدم لي ما لم يقدمه أخ لأخيه , المخرج الكبير أحمد دعيبس , بالامتنان والشكر لفضله الكبير علي .

11.كلمة توجهها لروح الراحل ياسر المصري..

أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته , ورغم سوء الأمور من بعده , وضعف الهمم , الا أننا على خطاه ماضون قدر المستطاع , لنصنع نجما من خلال فرص درامية كفوءة تكمل مسيرة درب بدأها المبدع الراحل ياسر المصري.

12.من هوالفنان أو الفنانة التي تحب أن يكون هناك تعاون مستمر بينكم ؟

أنا قومي عربي ووطني أردني أحب أن أعمل مع الجميع بلا استثناء , المهم طبيعة العمل وهدفه والغاية منه , والرسالة التي يحملها , وفي كل عمل هناك فنانين مناسبين لأدوار أكثر من غيرهم , ولهم الأفضلية .

13. في عيد الجلوس العشرين ماذا تقول للأردن والأردنيون ؟

أتوجه لمولانا جلالة الملك عبدالله الثاني بمزيد من التهاني والتحايا , ونقول له سر يا أبو حسين على اللاءات الثلاث والمبادئ الأسس العظيمة التي علمتنا اياها , وبك نسير ونمضي في رفعة هذا الوطن وتقدمه .

14. كلمة أخيرة تقولها " للرأي نيوز" ؟

أتمنى المزيد من التوفيق لمؤسسة راقية حاملة رسالة الوطن وخطابه الاعلامي الهادف , وأن تبقى قريبة من المواطن وهموهه وللمواطن الأردني , وأن تكون يدا بيد مع الفنان الأردني لدعم وتألق وازدهار هذا الوطن بمختلف نواحي الحياة